سوداني نت:
“إن نال (الباغي) بشاير فعلى (الباقي) تدور الدوائر”
روى القلقشندي بأن أول من عين صاحب شرطة (مدير عام شرطة) كان الخليفة الشهيد عثمان بن عفان. واعتمادا على هذا الأثر فإننا نوجه برقية للفريق عادل بشاير مدير عام الشرطة السودانية الذي نشهد له وأركان حربه بادارة عادلة وحازمة وآمنة لموكب ٣٠ يونيو .
شهادة أقر بها الجميع ولذا فالرجل باقٍ في منصبه حفظا لكرامة وإباء وكبرياء القوات النظامية ولن يعزله أحد إلا الرجل الذي تستحي منه الملائكة وما زال قميص عثمان مرفوعاً حتى اقرار الثأئر أو العدالة.
“سقّا رباطابي”
من الكتب التي اوصانا بها أساتذتنا كتاب محاضرات الراغب وقد اخترت منها هذه النادرة قيل: إن سقاء وبالعامية سقّا أي بائع الماء دنا من فقيه واقف على باب أحد السلاطين فسأله عن مسألة فقال الفقيه متضجراً : أهذا موضع المسألة؟ فقال السقاء: او هذا موضع الفقيه؟
“متمردون لوجه الله”
من أقسى العبارات التي قرأتها في معارضة الحكام والسلاطين ما قاله الثائر زيادة بن مزيد:
أما الملوك فإنا لا نلين لهم
حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
“كما تدين تُدان”
كان الشيخ المقرئ عوض عمر الامام عليه الرحمة إمام جامع أمدرمان الكبير شديد الاحتفاء بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبي الدرداء حتى أنه كان يختم به الخطبة الثانية في كل صلاة جمعة بصوته الخاشع : {البِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنسَى، والدَّيَّانُ لا يَنام، فكُنْ كَما شِئْت، كَما تَدينُ تُدان}
ومن الحكايات ذات العبرة في العقد الفريد في ذات المعنى أن مروان بن الحكم تفقد ضيعة له في الغوطة ايام أحد الخلفاء الأمويين الكبار فأنكر منها شيئاً فقال لوكيله:
ويحك إني لأظنك تخونني
فقال الوكيل في جرأة: أفتظن ذلك ولا تستيقنه؟
قال مروان: أوتفعله؟
قال الوكيل: نعم والله اني لأخونك وإنك لتخون الخليفة وإن الخليفة ليخون الله فلعن الله شر الثلاثة.
“ليلٌ وفجرٌ وشفاء”
قليلٌ ما تقارن الجماهير حالها بحال الحكام وقليل ما تنتصف لنفسها، وقد اعجبتني اجابة هذا الرجل وهو من العامة لسؤال امرأته: نحن أنعم عيشاً أم بنو مروان؟
فقال: هم أنعم منا نهاراً ونحن أطهر منهم ليلاً.
” الحد الأدنى للأجور”
من المذاهب الاقتصادية الحاكمة والملتزمة بأحوال الناس نصيحة سيدنا علي الذي طالب الحكام بأن يجعلوا معاشهم ورواتبهم وامتيازاتهم قريبة من دخل العامة وقد أجمله في قوله الحكيم:
(إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس (ضعافهم) حتى لا يتسع على الفقير فقره)
“تراتبية الأخيار”
من وصايا المصطفى صلى الله عليه وسلم للقيادات حين يزورون الامصار واصقاع ونجوع الناس البعيدة بأن ينضبطوا بالتعاليم التي ذكرها لعلي بن أبي طالب حينما بعثه لمهمة سياسية إلى إحدى المناطق:
(أبرز للناس، وقدم الوضيع على الشريف، والضعيف على القوي، والنساء قبل الرجال)
“شهيد عن شهيد عن شهيد”
استدل الشهيد سيد قطب باكياً حين سمع باغتيال الامام الشهيد حسن البنا بمقولة الربيع بن زياد الحارثي حين سمع بمقتل حجر بن عدي:
( لا تزال العرب تُقتل صبرا بعده. ولو نفرت عند قتله لم يُقتل رجل منهم صبرا، ولكنها أقرت فذُلت)
صدق الربيع وقطب فحين سكتت الكنانة لمقتل الرجل الصالح ذُلت وما انفكت تُقتل صبرا.
“شكراً حمدوك”
من أجمل ما سمعته من انتقادات في حق الميديا الحكومية ما اورده أبو سليمان البستي في كتاب العزلة حين قال:
(إن الذي يُحدثُ للسلاطين التيه في انفسهم والاعجاب بارائهم كثرة ما يسمعونه من ثناء الناس عليهم. ولو أنهم انصفوهم فصدقوهم عن انفسهم لأبصروا الحق ولم يخف عليهم شئ من امورهم)
ومما شاع عنا نحن أهل السودان في افساد الزعامات بالشعارات فقد هتفنا للأزهري: (حررت الناس يا اسماعيل الكانوا عبيد يا اسماعيل)
وهتفنا للفريق عبود: (عبود يا جبل الحديد يا الجيتنا بالراي السديد)
وهتفنا لود المهدي: ( عاش الصادق أمل الأمة)
وأنشدنا لنميري: ( يا حارسنا وفارسنا يا بيتنا ومدارسنا.. كنا زمن نفتش ليك وجيتنا الليلة كايسنا)
وهتفنا للمشير: ( سير سير يا البشير نحن جنودك للتعمير)
وأخيراً وليس آخراً (شكراً حمدوك)
“هذا الرقم الصعب”
من أغرب التوجيهات التي سمعتها ولا أدري هل هي من الحكمة أم الجزع توجيه عبد الملك بن مروان في حق الفاروق فقد اشرف يوماً على أصحابه وهم يتدارسون سيرته فقال:
(حسبكم من ذكر عمر فإنه ازدراء بالولاة ومفسدة للرعية)
“الحكمة الشفيفة في مقام أبو حنيفة”
إني لأوصي نفسي والآخرين بمذهب وعلم أبو حنيفة فإن فيه عقلانية وحكمة وحريات ومن أقواله الشهيرة في احتمال الرأي الآخر قوله:
(هذا الذي نحن فيه رأي لا نجبرُ أحداً عليه، ولا نقول يجب على أحد قبوله بكراهية. فمن كان عنده شيء أحسن منه فليأت به)