على كلمقالات
تريند

محمد عبدالقادر يكتب: كورونا بـ ( البشميل).. الدولة تصنع الزحام

سوداني نت:

قيمة جالون البنزين في الخرطوم اليوم الف جنيه ، الافران خالية من الخبز ، لا اثر لغاز الطبخ في شوارع العاصمة، بينما تنقطع الكهرباء عن البيوت رغم حظر التجوال الشامل.

اغلقت الحكومة الطلمبات في وجه المواطنين ، السبب المعروف عدم وجود وقود كنتيجة حتمية لافلاس الدولة وعجزها عن تسديد فواتير الحكم، لكن ( الحنك المباشر طبعا) تجفيف حركة المواطنين حرصا علي عدم اصابتهم ب(الكورونا)، هذا ما جاهرت به الدولة للاسف.

في( زمن القحت) ، يتدفق (حنان الحكومة) علي رعاياها عبر القرارات فقط ، لكنها ويا للعجب تجمع كل مواطني الولاية في تسع طلمبات لمدة ست ساعات مثلما حدث ( السبت والاحد)، وتقدمهم علي طبق من وقود وجبة هنية ل(فايروس) يلتهمهم بلا رحمة..هذا غير الذين يقتنصهم الوباء في صفوف الغاز بالميادين ، وبخلاف ما يجده من فرائس سهلة في طوابير الرغيف التي تفيض بها المخابز ..

كل ما ذكرته سابقا اهون من لهاث الناس في زمن الجوع والمسغبة حيث تتزاحم الانفاس في المولات والكناتين الصغيرة ، فالبطون خاوية ، والجيوب فارغة و( حياة الناس في خطر ياجدتي) مثلما كانت تصيح مريم الشجاعة ، جلهم ياكلون من عرق يومهم ، ينفقون ما بالجيب وينتظرون رحمة في ثنايا الغيب مع شروق شمس اليوم الجديد.

علي الرغم من الزحام الموجود في كل مكان الا انهم منعوا  المواطنين من ممارسة اعمالهم الشريفة، فمن اين سياكلون وكيف سيواجهون (مصاريف الحلة وحق اللبن وفواتير الدواء وقفة الملاح والاسعار طارت السما).

بصراحة يبدو خطاب الدولة وحرصها علي عدم اصابة الناس بالكورونا اشبه بالحالة العارية في المثل الذي يتحدث عن ( اللابس صديري) فقط ومن تحت مافي شي)،  الزحام في كل مكان تنتجه طريقة الحكومة وعجزها عن توفير احتياجات الناس، ويحدثونك بعد ذلك بشعارات الزم بيتك ويخوفونك من زيادة الاصابة بكورونا… وبخطاب (لابس صديري بس)..نعم لزموا بيتهم ولكن كيف سياكلون ويشربون ومن اين سينفقون علي احتياجاتهم اليومية.

احد الحجاج في طلمبة ماثيو امس الاول نصحته بتجنب الزحام ولبس الكمامة فاجابني: ..( ياولدي الكهرباء قاطعة وكذلك ركشتي وليس في بيتي ما يقيم الاود، الموت حاصل برة وجوة احسن لي الاقيهو في السهلة وانا ساعي في رزقي من انتظرو يطب علي في بيتي) ، قلت له يا ابوي في كرونا ، فعاجلني برد سريع   ( كرونا بالبشميل) واختفي وسط الزحام ..

الخطاب الغارق في الاستهتار بالكورونا رغم خطورتها وتسليمنا بانها اخذة في الانتشار بداته الحكومة وهي تتعامل مع الازمة بوجهين حيث:

تتفنن في صناعة الزحام بعجزها عن تغطية احتياجات الناس في حظرهم الشامل وسعيهم للوقاية ، وتغيب عن اولوياتها  ابجديات مثل توفير مستلزمات الحماية فقط للاطباء ناهيك عن المرضي.

الوجه الثاني يخبرنا عن صرامة مزعومة في التعامل مع الجائحة لحصد (الشو الاعلامي) وعبر قرارات  لم تراع ظروف الناس ولامعاناتهم قبل الحظر الشامل وهم يصارعون للبقاء  – بالكاد – علي قيد الحياة.. .

 

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٥)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٤)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!