الاشياء حامضة.. وحسن مكي!
< اللهم لا تمت حسن مكي حتى يرى السودان كما يشتهي.. معافىً.. عزيزاً.. قوياً. < وأشد أنواع الخمر لسعة كانوا يصنعونها من الثمار الحامضة ومثلها تفسير حسن مكي للأحداث!! «2» < ومليون حدث كلها يقع الآن في كل مكان في اللحظة ذاتها.. شيء مثل غليان معركة الذئاب. < والعلماء يدرسون معركة الذئاب بصورة بسيطة. < لقطة فوتوغرافية ثابتة يحدقون فيها بتمهل كامل.. يدرسونها. < الأحداث الآن وغليانها ودراستها شيء مثل ذلك. < وأول الدراسة هو أنه لا شيء صغير في الأحداث. < والأسبوع الماضي يحتفلون بنزول الحلفاء في النورماندي ـ المعركة التي حسمت الحرب العالمية. < ومليون كتاب صدر عن المعركة هذه.. لكن معركة النورماندي التي تحدد مصير العالم كان ما يصنعها هو : لحظة «زهج» صغيرة لضباط فرنسي. < والقصة حقيقية.. وفي القصة ضابط فرنسي كان يحدث زميله الضابط البولندي وهو ينقر على جهاز صغير.. اكتشف حديثاً.. لفك الشفرات الملتقطة. < الجهاز كان بدائياً.. قليل النفع. < والسأم يجعل الضابط الفرنسي يهديه لزميله البولندي. < والبولنديون قاموا بتطوير الجهاز إلى درجة جعلته الوحيد الذي يلتقط ويفك «كل» الرسائل الألمانية. < وأربعة أشخاص فقط هناك ظلوا ومنذ عام «1936» يحتفظون بالسر. < والجهاز هذا كان هو ما يجعل الحلفاء يضعون مخطط غزو النورماندي. < لحظة زهج صغيرة فعلت هذا. < والأحداث في العالم التي تضج كل لحظة كل منها له المواصفات ذاتها. «3» < ومع الأحداث وتفسيرها هناك الشخصيات وتفسيرها ومن الشخصيات/ في غليان السودان اليوم/ دكتور حسن مكي وتفسيره للأمور. < ودكتور مكي يحدث أمس عن الرئيس والصادق والإنقاذ والحوار والمرتدة و.. و.. < ونقرأ.. وكأننا نمضغ الفاكهة الحامضة. < عن اعتقال الصادق قال: هذا كمين للحوار. < والرجل مخطئ بصورة دقيقة ومصيب بصورة دقيقة. < فالكمين المزدوج خطواته كانت هي: < جهة تريد تدمير الحوار. < وجهة من الوطني تجد أن الصادق فعل.. وفعل «مما لا يمكن الإشارة إليه هنا». < وجهة تجد أن الصادق المهدي يجد أنه لن يصبح «قائداً» في ظل الحوار ويجد أنه أخطأ.. كما يظن.. عندما فاصل المعارضة. < ويجد أنه لا يستطيع أن يعود إليها بالباب. < والصادق عندها يفعل ما أن سكت عليه الوطني.. ذبح نفسه.. وإن اعتقل الصادق ذبح الحوار. < و… < حسن مكي إذن مصيب في أن اعتقال المهدي كان كميناً للحوار. < وحسن مكي يدق الحائط حين يجهل «من وماذا» وراء الكمين. < وحسن مكي يتمنى أن تكون للوطني قيادة جماعية حتى لا يصبح تفرد البشير خطراً على السودان. < وحسن مكي.. نضع على لسانه ما لم يقله صراحة.. < وهو.. القيادة بدلاً من البشير .. لمن؟! < و.. و… < لكن مثل حسن مكي يسقط سقطة مدهشة. «4» < دكتور حسن مكي يقول إن الأمر كله يصلح عندما ننفتح على العالم!! < ودكتور مكي يعرف أن محاكم مصر تحكم بالسجن المؤبد.. المؤبد.. نعم.. على ثمانمائة وواحد وعشرين مواطناً لأنهم.. تظاهروا!! < والعالم صامت. < ومحاكم مصر تحكم على خمسمائة وستة وثلاثين مواطناً بالإعدام لأنهم أعضاء في جماعة إسلامية. < والعالم صامت. <…. < لكن العالم يضج بالصراخ عندما تصدر محكمة ريفية سودانية حكماً بإعدام فتاة مرتدة. < العالم .. الذي يرجوه حسن مكي هو هذا. < وحسن مكي يحدث عن لقائنا بالعالم هذا وكأن الأمر هو أن نفتح الباب للعالم ليدخل مبتسماً ويشرب القهوة. «5» < وهياج العالم والأحداث الهياج الذي يصيب الناس بالعمى ويصيب حسن مكي «بالطشاش» يجعله ينسى أن ما يعطي الأحداث معناها الحقيقي هو «زمان حدوثها». < والجهات التي تضج داخل زمان حدوثها. < .. وتداخل كل حدث مع كل حدث. < والتعامل مع الأحداث بعيداً عن الهياج أشياء يرسمها حدث صغير منتصف الثمانينيات. «6» < يومها فلسطينيون يهاجمون أمريكيين في فندق الأكروبول ويقتلونهم. < والهياج يقتل أربعة عشر سودانياً. < ويعتقلون. « في حديثهم من بعد قالوا.. سرعة الاعتقال وبهذه الدقة شيء لم يكن في حساباتنا». < وما لم يعرفه المهاجمون هو أن مدير الشرطة كان يمر صدفة من هناك حين سمع الرصاص.. و.. < أول يناير يقع الحادث. < والمحكمة تحدد السابع عشر من فبراير للنطق بالحكم. < والقذافي يهبط الخرطوم 16/2 قبل صدور الحكم بيوم. < والقضاة.. وبوعي دقيق ومعرفة كاملة بصلة الأحداث.. يجتمعون. .. مولانا عبد الله وحيدر وثالث.. وينتهون إلى أن < القذافي .. كما تبين من التحقيق هو من أرسل المهاجمين وقام بالتمويل. < والآن القذافي يهبط الخرطوم. < تحت غطاء زيارة عادية.. لتكون هناك ساعة الحكم بإعدام المهاجمين. < القذافي كان له في إعدام المهاجمين غرض آخر. < والقضاة وبتقدير سليم للصلة هذه يقررون تأجيل الحكم شهراً. < بعدها.. وبتقديرهم السليم للصلة بين الأشياء/ سياسياً وقانونياً وإسلامياً/ يصدرون حكماً ضعيفاً على المهاجمين. < السجن عامين. < بعدها.. بعدها. «8» < صلة كل شيء بكل شيء ومعرفة الأحداث الملايين التي تضج كل لحظة والعجز الكامل عند كل أحد. ــ عجز عن فهم الأحداث.. والأنموذج ــ أنموذج حسن مكي الذي مع معرفته.. يعجز.. كل هذا لعله يصلح مقدمة لأحاديث. < أحاديث قادمة….. ٭٭٭ < والحديث يزدحم يتساءل عما إذا كانت قيادات بورتسودان قدمت مذكرة للرئيس ترفض فيها بقاء السيد «إيلا». < وما نعلم هو أن الفريق علاء الدين محمد مختار يدخل الأسبوع الماضي ويسلم الرئيس مذكرة تحمل أسماء قيادات الشرق.. إلا القليل.. يرفضون فيها بقاء السيد إيلا. < وما نعلمه هو أن السيد إيلا يستطيع أن يفخر بأنه الوالي الوحيد الذي يجمع الناس على رفضه.