السودان ضد السودان لصالح سيسي
<.. مصر ــ الحكومة المصرية ــ غاضبة جداً وساخطة ضد الجغرافيا. < فالجغرافيا تجعل النيل يمرُّ بالسودان وإثيوبيا قبل مصر. < والحقيقة هذه تجعل مصر تحت رحمة السودان وإثيوبيا. < وهذا يجب أن يُبدل. < والسودان ليس في نيته استخدام النيل ضد مصر. < والوقوف عند (النيَّات) يجعل صاحبه ساذجاً له لعاب، فالحكومة المصرية ما تريده ليس هو أن (يريد) السودان ــ أو لا يريد. مصر ما يهمها هو أن (يستطيع) السودان ــ أو لا يستطيع. < والسودان عند الحكومة المصرية الآن يجب (ألا يستطيع). <… لا الآن ولا مستقبلاً.. < والحكومة المصرية لا تستطيع تطويع إثيوبيا. < وهكذا فالحكومة المصرية (تأمر) السودان بالعمل لإيقاف سد النهضة. < والسودان عليه أن يعمل بهذا ضد حقه الذي يصل إليه من المياه الآن.. وضد حقه الذي سوف يصل إليه بعد قيام سد النهضة. < والحكومة المصرية تقود المفاوضات بأسلوب رائع. < الحكومة المصرية حين تكتشف أن السودان يقدم حلولاً يقبلها الخبراء ــ حلولاً لمصلحة مصر والسودان ــ تقوم بشيء صغير. < مصر تسحب كل الخبراء والوفد المصري بعدها يصبح مجموعة ممن يتقدمون بالطلبات ــ ودون أن يذهب أحد إلى صلاحيتها.. أو عدم صلاحيتها.. «2» < والسودان ــ وبهدوء ماكر ــ يطلب النسخة الأصل من اتفاقية مياه النيل. < ومصر تنكر (مما يعني أن الاتفاقية مفقودة تماماً). <.. ومصر تظل تحتج في كل مره بناءً على اتفاقية مفقودة تماماً. < والسودان يعلم أن الاتفاقية تلك مخبأة جيداً تحت ثياب الحكومة المصرية. < والاتفاقية مخبأة لأنها تحتوى بنوداً تعطي السودان أضعاف ما يحصل عليه الآن. «3» < والسودان ــ وبمكر شديد ــ يقدم للجانب المصري حلولاً لها حيثيات رائعة وتجني مستقبلاً رائعاً لمصر والسودان معاً. < والجانب المصري يستمع ثم.. < كل منهم يقول.. مجمجماً ــ نعم ــ لكن من يستطيع أن ينقل هذه المقترحات ــ إلى أعلى؟! لا ــ لا ــ نحن نطلب كذا وكذا. ــ والوفد يعود إلى الطلبات المستحيلة التي هي تعليمات للسودان للعمل ضد السودان. «4» < وأسلوب جديد في المحادثات ينطلق. < والسودان يشعر (بالحزن) وهو ينظر إلى عبقرية الجانب المصري. (وأحد السودانيين يقول ساخراً : في الستينيات ــ أيام كنا طلاباً نقرأ مجلة صباح الخير كان الفنان حسين يكتب ليقول .. أخطر مراحل البله.. هي.. ــ حين يفكر (الأبله) في استخدام عقله. < والجانب المصري يقول للسودان : نخشى عليكم ــ فسد النهضة الإثيوبي إن هو انهار يوماً فإنه يكتسح السودان كله. < والسودان يقول بهدوء: ــ السد العالي حجمه ثلاثة أضعاف سد النهضة ــ وإن هو انهار ذهبت مصر كلها ــ لماذا لم تمتنع مصر لهذا عن إقامة السد العالي؟ < قالوا: ــ سد النهضة يصنع مياهاً تهدم الكعبة < والسودان يقول بهدوء : للبيت رب يحميه ــ أما أنا فرب الإبل. و… و…. «5» السودان يجد أن الأمر/ كل ما في الأمر/ هو : السيسي يواجه الانتخابات.. الأيام القادمة. < والسيسي ينظر ويجد أن السعودية وقطر كليهما يمسك يده الآن. < ويجد أن انتخابات تركيا تأتي باكتساح إسلامي كامل بينما سيسي يواجه الإسلاميين المكتسحين هؤلاء. <.. وللمواجهة الرجل مطالب بانتصار ــ أي انتصار. < وسيسي ليس عنده حتى الآن من الإنجاز إلا مجزرة رابعة ومجزرة إسكندرية ومجزرة الجوع.. < وسيسي يريد أن يقدم لمصر انتصاراً ضد السودان ــ يصنعه السودان لصالح سيسي. < لصالح سيسي وليس لصالح مصر. < فالسودان يعرف أن مصر شيء. < وأن سيسي شيء آخر.