مجلس صيدلة.. والسوداني.. وشيخ المك.. والإخوان
<.. والخارجية تنفي أنها تتحدث عن منصات إيرانية تهدد السعودية. <.. وأصابع الناس التي تحسب، تجد أن المنطقة الأقرب لتهديد جدة هي شواطئ السودان. < والأسبوع الماضي نحدث هنا «من بعيد» عن الملاحظة هذه. <.. وما لا يحتاج إلى الأصابع للحساب هو أن السودان يحمي السعودية. <.. وأيام غزو العراق للكويت، السودان يحمي الكويت. < قبلها أيام غزو إيران للعراق، السودان يدعم العراق. < .. والسودان يحمي إريتريا من غزو إثيوبي .. و.. و «2» < و«السوداني» .. وليس «السودان» فقط له حكاية في كل مشهد من المشاهد هذه. < أيام غزو العراق للكويت القوة السودانية لحماية الكويت تكمل مهمتها هناك.. < وفي المطار مسؤولون من الحكومة الكويتية يقدمون التحية للجنود فرداً.. فرداً.. ويسلمون كل جندي «ظرفاً» سميناً من الدينارات. < والقائد «صديق» الذي يقف صامتاً يصدر أوامره للطابور : عسكري.. كل واحد يخت الظرف على الأرض. < ويضعون مظاريف المال على الأرض. < وصديق يصرخ : عسكري للشمال دُر. < والطابور يدور ويصعد الطائرة. < وعيون المال على الأرض وعيون الحكومة الكويتية على المنصة تنظر في دهشة. < .. وحماية العراق أيام الحرب العراقية تتخذ أسلوباً «سودانياً». < الحكومة العراقية حين تجد أن مخابرات الدولة التي تقاتلها تستطيع فك أية شفرة في دقائق تستخدم لهجة لإحدى القبائل السودانية.. المرسل من هنا سوداني والمستقبل هناك.. سوداني. < بعدها تستخدم لهجة قبيلة أخرى. <.. وحماية السودان لمصر.. مؤلمة. < .. و.. و < والسودان الذي يحمي كل البلاد العربية يظل يتلقى الأذى من كل البلاد العربية. < لكن من يؤذي السودان هو .. السوداني.. !! «3» <.. ووزير الخارجية يعلن الأسبوع الماضي أن تصريحات مسؤولين سودانيين تدمر علاقات السودان الخارجية. < والرجل = إن كانت إيران تطلب منصات ضد السعودية = كان يستطيع أن يهمس بالأمر للسعودية. < وخلاص.. < ومن يدمرون السودان بالنيات المخلصة لهم عجائب. «4» < والإعلام قبلها.. وخلف كلمة (الفساد) اللذيذة الإعلام يكيل من الأذى ما يجعل الدولة تكاد تعيد النظر في حرية الصحافة. <.. ونعيد نحن النظر في تاريخ الفساد. < .. واليوم هو الأول من يونيو 2014.. والأول من يونيو 1968 صحافة الخرطوم تحمل رسماً كاريكاتورياً ممتعاً. <.. وهناك.. الموظف يدخل بيته عائداً وهو يحمل جوال قطن وهو يقول للزوجة : حضري مترارك.. أدونا الماهية قطن. < كانت السيولة تختفي.. ولا مرتبات. < ولافتة السينما «في الكاريكاتير» تحمل دعابة تصرخ «أعظم فيلم فساد.. بطولة الوزراء والنواب». < وأمام اللافتة شيخ علي يقول لأحمد السيد حمد : الفيلم دا هندي! < والهندي وأحمد السيد كانا يتنازعان وزارة المالية.. ووزارات المال يتنازعها كل أحد. < ورسم للدولة «عربة متهالكة» ومواطن يقول لآخر : أنا ما بعرف عربات.. لكن باقي لك أكان مشت ما بتنقلب؟! < والجيش كان عشرين فئة، كل منها يعد انقلابه «والبيان رقم واحد لبعضهم لا يزال في مكتبتنا». < والصيدليات رسوماتها ترسم أحدهم وهو يعلق لافتة على الصيدلية: «محلات ما في للتجارة والصيدلة». «5» < والخميس الماضي مؤتمر مجلس الأدوية يعلق لافتة أخرى مدهشة. < ومدير الصيدلة يجلس للحديث وما نعرفه يجعلنا نعد أسئلة زرقاء الأنياب. < قال مدير المجلس القومي للأدوية : الآن نصنع الدواء.. عندنا تسعة مصانع تعمل.. وثلاثة وعشرون مصنعاً نقيمها لتصنيع «كل» الأدوية في السودان. < ونكتب تحت الغيظ : منّين يا حسرة؟ < قال من مكانه البعيد : عندنا مائتان وثلاثون مليون دولار. < وتحت الغيظ نكتب : عايزين تقتلوا الناس؟! قال: وكأنه يقف فوق أكتافنا : عندنا ثلاثة وعشرون بروفيسوراً للرقابة وثمانية وثلاثون يحملون الدكتوراه و.. < ونكتب.. ـ رقابة محلية؟ يا سلام! < الرجل يقول من مكانه : مكتب الرقابة العالمية/ الذي يعترف بالمعامل/ يرسل إلينا ستة اختبارات: قال: نجحنا في خمسة.. والسادس يفشل.. لأن جهة أخرى قامت به. و.. و… < ورئيس المجلس حين يُشير إلى أدوية عالمية يعجز الناس عنها هنا يحدث عن شيء مدهش. قال: نعد الآن لصيدلة خاصة جداً. قال: فقراء كثيرون يعجزون عن الحصول على أدوية.. إما لأنها مرتفعة السعر جداً.. أو لأنها لا توجد في السودان. ونحن نعمل الآن لإحداث صيدلية «واحدة» بها «كل» الأدوية مهما كانت نادرة .. نخصصها «لكل» محتاج .. مهما كان. < والحكم هو روشتات أطباء متميزين.. لا يجاملون أحداً على حساب أحد. <.. الرجل يقول حديثاً مبشراً. < ونكتب السطر الأخير هذا والهاتف يحدثنا عن : أستاذ .. الأستاذ شيخ المك يحجز الآن في العناية المركزة بمستشفى القلب. قال المتحدث في ألم: < هناك نكتشف أن الرجل لم يتكرم أحد بزيارته من «كل» الإخوان. <.. نسأل الله أن تزورهم أنت يا شيخ المك.