سوداني نت:
يحدث التغيير وتتغير النظم الحاكمة في السودان منذ الاستقلال ونظل ندور في ذات الحلقة المفرغة ولانجد اجابة واضحة لهذا السؤال :كيف يُحكم السودان…. ؟
بقراءة سريعة للممارسة السياسية لقوى الحرية والتغيير (الحاكمة) نجدها لاتختلف عن سياسة كل حزب او قوى حزبية حاكمة مرت بالسودان فهي تمارس ذات الممارسات الخاطئة التي ارتكبها اسلافها من الانظمة البائدة
بالتأكيد لن يتمنى سوداني عودة نظام بائد ولكنه سيتمنى واقعاً سياسياً جديداً تتحقق فيه دولة المؤسسات والقانون والعدالة َلكن للاسف لانرى اي أمل لقيام هذه الدولة الحلم.
إن حالة السيولة السياسية التي تمر بها البلاد لايمكن وصفها الا بالفوضى فمكونات الحرية والتغيير التي كافحت لاقصاء كافة القوى السياسية واستأثرت بالسلطة هاهم قد تفرقوا وتناحروا وتكالبوا علي كراسي الحكم فمثلاً نجد عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني يتساءل عبر تغريدة على تويتر عن (كيفية الاختيار لوظائف الخدمة المدنية وماهي الجهة التي تعين وانه من المفترض قيام مفوضية الخدمة المدنية) سؤال كبير جداً لايجد له القيادي بالحرية والتغيير دكتور عمر الدقير اجابة!!!! اذن اين سنجد الاجابة عن هذه الاسئلة الموضوعية جداً…. من الذي منح هذه المواقع القيادية لهولاء الاشخاص الذين تسنموا رئاسة مؤسسات الدولة وادارتها؟؟ وماهي كفاءتهم؟ وماهي مؤهلاتهم ولماذا هم دون غيرهم؟ هذه اسئلة لن تجد الاجابة عليها في القرار الذي اصدره رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ولن تجده عند اي جهة رسمية في الدولة ولكن يمكن ان تجدالاجابة عند من يرشحون اصدقائهم واقاربهم ومعارفهم
ولكن لمزيد من النظر لحالة (الوهن) السياسي فلننظر الى بقية مكونات (قحت) فتجد الحزب الشيوعي يتملل ويحاول ان يحدث اختراقات ثورية على مستوى لجان المقاومة ويحاول في ذات الوقت فرض سيطرته على مفاصل الدولة بينما اصدر التجمع الاتحادي احدى مكونات التجمع الحاكم بيان اوضح فيه ان بعض قوى الثورة تهدد الثورة بالتضامن مع العسكر وتسعى للهبوط الناعم جدا مع قوى اسلامية وفي ذات الوقت كانت هناك قوى اسلامية وافراد كانوا معارضين للانقاذ وشاركوا في الثورة ودعموا التغيير لكنهم ليست جزء من اعلان الحرية والتغيير وهؤلاء يعتقدون ان الثورة لم تحقق اهدافها وانحرفت عن مسارها ومازالوا يكافحون لاصلاح مسار الثورة التي يعتقدون انها يجب ان تعمل لارساء الديمقراطية وفق انتخابات حرة نزيهة في اقرب وقت
في ظل كل هذا الوضع المتأزم سياسياَ يعيش المواطن اوضاعاً اقتصادية صعبة جداًَ لذا من الافضل ان يجلس الجميع على الارض ويدرسوا افضل الخيارات لتحقيق الوحدة الوطنية ووضع مقترحات جديدة وتصور لادارة الدولة بعيداَ عن الاستقطاب السياسي ومن الافضل ان تتخلى الاحزاب عن تهافتها لكراسي الحكم وان تلتفت للوضع المنهار للدولة وترك الأمر للكفاءت الوطنية وان تتفرغ الاحزاب للاستعداد للعملية الانتخابية.