الدائرة والدوار
.. أم جرس ولقاء الأسبوع الماضي.. البشير/ ديبي/ زعماء القبائل.. و«ظل» موسى هلال.. هناك.
.. وقريباً هناك وفي أحد بيوت ديبي ترقد قسيمة زواج تحمل الأسماء الثلاثة هذه.
.. ديبي زوجاً لكريمة موسى هلال والبشير شاهد الزواج الأول.
.. وقريباً من هناك.. تنطلق ستون عربة.. هدية من السيد ديبي لموسى هلال.
.. وقريباً من هناك تنطلق عربات أخرى هدية من هلال إلى مناوي.
.. و.. وهدية تنطلق من مناوي إلى عبد الواحد.
.. و«دائرة» الأحداث تجعل العيون تعجز تماماً عن معرفة «من يعمل ضد من… ومع من».
.. والخنادق المقتتلة الآن كل منها يتخذ أسلوباً جديداً.
.. خندق حركات التمرد.. وخندق الخرطوم.. وخندق هلال وخندق إيلا في الشرق و…
.. وحركات دارفور تعمل بصورة مباشرة مع إسرائيل.
.. وتل أبيب في الحادي عشر من يناير وشارع رقم «7».. وفي المبنى المجاور لنجيلة كيبوتز يجلس قادة الجبهة الثورية.. للخطة الجديدة.
.. والسيد التوم.. والسيد طارق.. والسيد جبريل.. والسيد مناوي.. والسيد «ممثل حزب نشط في الخرطوم» وآخر كلهم يناقشون المخطط الجديد.
.. وموسى هلال قبل أسابيع يمد الحبال مع مناوي.
.. والحبال لا أحد يدري ما إذا كانت اتفاقاً لحماية لحم السودان أم اتفاقاً لأكل اللحم هذا.
.. وإيلا يلقى السيد موسى محمد في الشرق قبل أيام.. وآخرون هناك يلقون آخرين.
.. واللقاءات لا أحد يدري إن كانت لحماية لحم السودان أم لابتلاع اللحم هذا.
.. والشعبي يقارب الوطني ويباعد.. والسيد كمال عمر يصفق يوماً ويشتم يوماً للشأن ذاته.
.. وحتى نفهم ما يجري يحدثنا من يقول
: الوطني والشعبي شيء يشبه الزوجين المطلقين وبينهما أطفال كلاهما يبغض الآخر ويشتهي موته.. لكن كلاً منهما يهمه ألا يتمزق الأطفال.
.. وخندق الشعبي الذي يعمل اليوم لحماية الدين والسودان ويعمل غداً ليهدم هذا وهذا هو خندق لا أحد يدري إلى أين ينتهي.
.. والأحزاب يذهب الشيوعي منها إلى كل ما يهدم السودان.. والأمة حزب يتوضأ بالعرقي بناء على فقه ابن حنظلة.. الذي يقول إن شرب العرقي وحده هو الحرام.. لكن السيد ابن حنظلة يديم المضمضة.
.. و… و…
«3»
.. والوطني يحذر الأحزاب من أن
: الفهم القديم عند الأحزاب الذي يظن أن سقوط الحكومة يعني ذهاب السلطة للمعارضة هو فهم لا يعرفه العالم اليوم.
.. وأن الأحزاب التي اعتادت أن تنظر للمعركة من النافذة وتنتظر أن يحمل الفائز مقعد الحكم إليها سوف تفاجأ بالفائز يتجه إلى قيادة الأحزاب ليذبحها.
.. واجتماع نيروبي الأخير لقادة الجبهة الثورية ومخابرات سلفا كير ومخابرات إسرائيل كان اجتماعاً يوجز «النية» الجديدة هذه.
.. ففي اللقاء لما كان «أحمد بلقة» أحد قادة الجبهة الثورية «يلطم» عرمان من هنا ورمضان حسن «يلكم» عرمان من هناك.. كان مندوب مخابرات إسرائيل في الاجتماع «جون منقاريوس» يقول بخفوت
: احتفظوا بالعنف هذا لإطلاقه بعد دخول الخرطوم.
.. وفي جوبا قبل أسابيع قليلة كان ممثل مخابرات إسرائيل الذي يقود عمليات عبد الواحد يلقى سلفا كير للحديث عن شيء مشابه.
«4»
.. خنادق كثيرة جداً إذن تفور الآن.
.. وما يميز النشاط العنيف هذا الآن هو الأسلوب الجديد.. أسلوب صناعة الدوار.
.. والأسلوب هذا يستخدم طريقة الدائرة.. فالدائرة تقود العين إلى النهاية التي هي البداية ذاتها.
.. وأول الدائرة الآن هو
: الخرطوم التي تبحث عن حل تبذل كل شيء.. لكل أحد .. حتى ولو كان يقاتلها.
.. وخطوة.. بعيداً عن بداية الدائرة.. والخرطوم تقارب موسى هلال.. موسى هلال الذي يقارب مناوي.
.. وخطوة بعد موسى هلال والدائرة تنحدر ومناوي الذي يمسك موسى هلال باليمنى يمسك عبد الواحد باليسرى.
.. وحلف بين هذا وهذا يقوم في غابة السنط.
.. وخطوة وعبد الواحد يحالف سلفا كير..
.. وخطوة ونهاية الدائرة تتصل ببداية الدائرة.. وسلفا كير يتصل بالخرطوم.
«5»
.. والمخطط يجذب العيون «المزغللة»!!
.. إلى دارفور وكردفان حتى تبقى العيون بعيدة عن الضربة الحقيقية..
.. الضربة التي تحمل اسم.. البعوض.
.. البعوض ــ نعم ــ فالمخطط الحقيقي في الخرطوم يقوم على أسلوب.. الخلايا الصغيرة.
.. و«الخلايا الصغيرة» ليست مجموعات مسلحة تنتظر لحظة الصفر.. الخلايا الآن هي
: خلايا مسلحة.. ثم
.. تجارة العملة التي «تشفط» العملة الأجنبية.. ولا تبيع.. ثم
.. وتراخيص تجارية صغيرة.. آلاف.. وآلاف.. لجهة معينة واحدة.. ثم
.. وجنسيات سودانية لأجانب.. آلاف.. والاف.. ثم
.. نزوح وسكن.. وزحام ونسيج ينتظر.
.. جنسيات لا يمنعها شيء عن عمل أي شيء.. و.. و..
.. الأسلوب هذا يسمى «البعوض» والأسلوب هذا يقوم على حقيقة أن الدولة لا تستطيع أن تقاوم البعوض باستخدام العكاز.