مقالات
الطيب مصطفي يكتب: ماذا بقي على جسد قحت غير ورقة التوت؟!
سوداني نت:
لم أعـد استغرب تصرفات قحت وحكومتها ومؤسساتها السياسية والاقتصادية بل والعدلية بما في ذلك لجنة (التمكين!)، مهما بلغت من الغرابة والخروج على القانون والمألوف بل وعلى الاخلاق والتقاليد السودانية السمحة، كما لم ادهش لخبر مداهمة منزل سجين قحت الاستاذ على عثمان محمد طه واحتلاله في غياب الاسرة التي فوجئت عند عودتها من رحلة الاستشفاء بالخارج بنظاميين يقيمون فيه بل ويرفضون اخلاءه لاهله، فقد استبيحت الحرمات والمحرمات في دولة شريعة الغاب التي احتلت السودان كما لو كانت قد سجلته بشهادة بحث!
بينما كنت في شارع الانقاذ بالخرطوم بحري اشار احدهم الى عمارة ضخمة قال لي إنها مملوكة للاستاذ ابراهيم الشيخ القيادي بقحت وحزب المؤتمر السوداني فجال بخاطري ان اسأل ود الشيخ : هل صودرت او احتلت تلك العمارة الفخمة التي امتلكتها في ظل نظام علي عثمان وهل احتل او صودر غيرها من دورك وممتلكاتك بل هل حرمت من (البيزنس) الذي كنت تزاوله وتفوز بمناقصاته المطروحة من مؤسسات الانقاذ؟!
قصدت ان اذكر بهذه المفارقة حول ما يفعله نظام (الحريات والعدالة) الذي آل لابراهيم الشيخ ورفاقه لكي اخاطب الرجل الذي لا ازال اظن به خيرا كان ينبغي ان يردعه عن الظلم المهلك ويرده الى الجادة.
المهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي بقحت والذي عانى من الاعتقال في آخر سنوات الانقاذ ويعلم أني كتبت مخاطبا صلاح قوش مدافعا عن حقه في الحرية وفي العلاج بواسطة طبيبه الخاص..هل يقر اعتقال السيدة وداد بابكر الشهور الطوال ورفض اطلاق سراحها بالضمان لمجرد انها زوجة الرئيس السابق المشير البشير؟! هل يرضى ذلك لزوجته بل هل هذه اخلاق وتقاليد شعب السودان؟!
انسيتم أن اسر قادة الحركات المسلحة كان اولادها وبناتها – والله العظيم – يدرسون في مدارس وجامعات السودان؟ اسالوا زوجة د.خليل ابراهيم إبان محاولة غزو العاصمة تخبركم.
عندما تنشر الصحف مانشيتا بالخط الاحمر العريض يقول :(تحقيقات مع الحاج عطا المنان في تجاوزات مالية ببنك النيل)
الا يمثل ذلك ادانة بل وعقوبة مسبقة وتشويها متعمدا يتجاوز الرجل الخلوق الى اسرته واطفاله واولاده الابرياء الذين يقابلون زملاء دراسة في شتى المراحل الدراسية وجيرانا في احياء سكنهم ومجتمعاتهم العريضة؟!
عندما تورد صحيفة (متحاملة) مانشيتا احمر يقول :(الداخلية تنفي هروب نافع علي نافع في عربة نفايات) هل الوم وزارة الداخلية ام الصحيفة التي تجردت من الاخلاق قبل ان تتجرد من المهنية سيما وانها ووزارة الداخلية يعلمان ان د.نافع (ارجل) من ان يهرب واشجع من وزرائهم (الكفوات) من حملة الجنسيات الأجنبية لانه جاهز للموت في سبيل مبادئه كما فعل اخوانه عباقرة وأساتذة جامعة الخرطوم (الكيزان) واوائل الشهادة السودانية امثال د.محمود شريف ود. عوض عمر السماني اللذين قاتلا واستشهدا ومعهما الالاف من طلاب الجامعات الكيزان الذين غادروا مقاعد الدراسة جهادا في سبيل الله وذودا عن حياض الوطن الغالي..إنهم والله أطهر وأشجع أبناء السودان، ولكن!
يحدث ذلك الظلم كل يوم ويحاكم اولئك المتهمون من خلال الاعتقال الطويل بالاشتباه الظلوم وتشويه السمعة ثم المحاكمات التي طال انتظارها.
انها العدالة العرجاء بل هو الظلم بعينه الذي يبقي عشرات المتهمين في الحبس الشهور الطوال بل ما يقرب من العام بدون محاكمة مع رفض غريب لاطلاق سراحهم بالضمان في دولة بل في ظل ثورة مختطفة ترفع شعار الحرية (الكذوب)!
الحاج عطا المنان ايها القحاتة هو صاحب النسبة الاكبر في بنك النيل وبالرغم من ذلك تشوه سمعته وتنتاشه صحافة قحت كل حين بعد ان طردت كل من لا يري رأيها! اين الرزيقي ويوسف عبدالمنان واشرف خليل والركابي وغيرهم ممن لم يطق أقلامهم ادعياء الحريات بعد أن أحيلت الصيحة (كرها) إلى مملكة قحت؟! هل فعلناها في صحيفتنا مع اتباع قحت الحاليين عووضة والتاي وغيرهما بل هل سكتنا عن ما رأيناه فسادا في الانقاذ مما هو اقل (تبرجا) من فساد (الفاخر) وغيره ام تصدينا لذلك ودفعنا الثمن الغالي؟! اين الحريات التي صادرت وحرست بالدوشكات قناتي طيبة والشروق وصحيفتي السوداني والرأي العام وهل من مقارنة مع من منحوا الحرية -ولو كانت منقوصة- للجريدة والتيار بل والميدان؟!
صدق الأستاذ ضياء الدين وهو (يتوعدهم) بالصبر على تعريهم (قطعة قطعة) ..فماذا بربك بقي على جسدهم غير ورقة التوت؟!