التفت شرقاً ــ وشرقاً
<.. وإسرائيل تصرخ الأسبوع الماضي عن سفينة أسلحة في المياه الإقليمية السودانية. <.. والصرخة كاذبة. <.. والحقيقة هي أن «سفينتين اثنتين» كانتا هناك وكلاهما محملة بالأسلحة. <.. والأولى تذهب إلى ميناء (بريطة) الإريتري – ولا ندري هل وصلت أم لا. < .. والأخرى تذهب إلى الحوثيين في اليمن. < .. والسفن هذه وهذه كلاهما كان ينطلق منذ البداية (على عين وتحت أصابع) إسرائيل.. جزءاً من المخطط الذي يعيد صناعة المنطقة الآن. <.. ولما كانت إسرائيل تصرخ لتغطية سفينة الحوثيين كانت محكمة خليجية تصدر حكماًَ ضد صحيفة خليجية تتهم السيد الدويلة (ناشط خليجي) بأنه يعد لانقلاب في إحدى دول الخليج. < ونحدث هنا قبل شهور عن أن بعضهم يطلق حملة سلفية من هناك تخترق السودان ومالي وغيرهما ــ حملة سلفية لإبعاد الإخوان المسلمين. < الحملة التي (تجرتقها) السعودية بإعلانها نهاية الأسبوع الماضي واعتبارها تنظيم الإخوان المسلمين عدواً. < وتجنيد سودانيين في الجيش البحريني (عمل يستمر سنوات ولا غبار عليه) لكن مخابرات إيران تجعل من الأمر هذا وتراً تعزف عليه اتهام الدويلة بالإعداد للانقلاب، وتجعل الصحيفة هناك تبتلع الطعم. <.. في ضربة مزدوجة ضد الدويلة وضد السودان وضد السنة في البحرين و.. < ونحدث هنا أمس أن السودان كان ــ وقبل شهرين اثنين ــ يقرأ البيان الذي أصدرته السعودية ضد قطر وضد الإخوان المسلمين. < البيان كتب بأصابع المخابرات المصرية. < وإسرائيل كانت تقرأ البيان ذاته ــ وتجعل السعودية تنغمس في المستنقع. < والسعودية تعلن قطر ــ المتهم بدعم الإخوان المسلمين ــ عدواً. < وفي اليوم ذاته كان المالكي في العراق يتهم السعودية وقطر بدعم المسلمين السنة في العراق. <.. وإسرائيل.. وسفينة هنا تتهم السودان بدعم الحوثيين. < والتهمة تخدم السعودية ــ وسفينة أخرى تذهب بالفعل إلى الحوثيين. < في عمل مسلح ضد السعودية ــ يستخدم الأسلوب الجديد للمخابرات. < أسلوب الدوار.. الدوار الذي يصيبك الآن وأنت تحاول ربط كل شيء بكل شيء. < والدوار يصبح هو الحفل الذي يرقص عليه الآن كل أحد. < وأفورقي منهم. «2» < وأفورقي في قطر الأسبوع هذا ليقدم شرحاً لزيارته للسعودية الشهر الماضي. < وأفورقي الذي يستقبله (رئيس البلدية هناك ــ وليس الأمير) يعض أسنانه لأنه مضطر. < أفورقي الذي يتخبط الآن بين السعودية وإيران وقطر وأمريكا يجد نفسه يتخبط وسط دوامة أخرى غريبة جداً. < أفورقي حين يستنجد بأمريكا في صراعه ضد إثيوبيا يجد السفير الأمريكي يقول له : نحن معك ــ لكن الكونجرس ضدك والمخابرات ضد الكونجرس والبنتاجون ضد المخابرات …و.. < أمريكا تلعب اللعبة ذاتها فهي تجمع بين دعم السعودية وعدم دعمها ــ ودعم إيران وعدم دعمها ــ ودعم سوريا وعدم دعمها. و… < والسودان أيضاً.. تحدثه أمريكا بالأسلوب هذا كلما جاءت إشارة إلى رفع الحصار.. أو الديون.. او.. او… (3) < التفكيك والخلط ــ هما الأسلوب الجديد الآن. <.. وحكاية شرق السودان (داخل وخارج الحدود) نحكيها. < والخلط في الخرطوم لصناعة الدوار الآن ولهدم السودان بعد سنوات قليلة ــ قليلة جداً ــ نحكيه. < وآخر محطات الخلط لعل ما يرسمها هو مشهد صف طويل جداً. < الصف من الشباب الذين يقدمون أوراقهم للالتحاق بمؤسسة سودانية مهمة جداً. < حساسة جداً. < وكلهم يحملون أوراقاً ثبوتية. < وكلهم غير سودانيين. <.. وبعض الجواسيس الذين يعتقلون في المطار ــ ويطلق سراحهم < أين هم؟!