سوداني نت:
عملت عقب تخرجي مباشرة في مكتب لمراسل مجلة المجلة اللندنية بالخرطوم وكنت احظى بحضور المؤتمرات الصحفية التي تقدم فيها الدعوة فقط لرؤوساء التحرير وكتاب الاعمدة وقد حضرت مؤتمر صحفي في بداية الالفينات لوزير المالية انذاك عبد الرحيم حمدي وقد تفرس في الوجوه جيداَ فوجدهم جميعاَ رؤوساء تحرير وكتاب اعمدة يعرف وجوههم واسماءهم ويحفظهم عن ظهر قلب الا شخصي الضعيف فقد كنت باهتة ومجهولة بالنسبة اليه فقد احسست بذلك من نظرة القلق ومحاولته التفرس في وجهي ليعرف من انا؟!!! ثم جلسنا الي طاولة اللقاء الخاص ثم طلب ان يتعرف الى الجميع وقد كان يعرفهم ولكن كنت اعرف ان سبب التعارف (كان شخصي المجهولة وغير المشهورة ) وعندما عرفت نفسي بصحفية برفقة مراسل المجلة عاد اليه الهدوء ثم تحدث بكل صراحة ووضوح .
هذه المقدمة سببها هو ان الشأن الاقتصادي من الملفات الهامة جداً وكل الدول اذا ارادت ان تتحدث عن ملف مهم فهي تعمل علي ترتيب كيفية ان تصل المعلومات مرتبة وغير قابلة للتأويل كما ان كل معلومة تخرج لابد ان تكون من الجهة الصحيحة.
شاهدت المؤتمر الصحفي لوزير المالية دكتور ابراهيم البدوي الذي عقد في سونا للاسف لايمكن ان نطلق عليه مؤتمر صحفي فهو مجرد لقاء مهرجل وصاخب وبه اشخاص لاصلة لهم بالمؤتمر الصحفي من قريب او بعيد
ومما لفت نظري ان مدير سونا شخصياَ كان يحاول توزيع الفرص وتحريك المايك ويحاول ضبطها ولعمري هذا أمر غريب وهو أمر كان يمكن ان يقوم به اصغر فني مسؤول من اجهزة الصوت كما كان هناك شخص في خلفية منصة الصحفيين يشير بيده الي اسفل تعبيراً عن عدم رضاءه اذا تحدث صحفي بطريقة لاتعجبه ولعمري لم ارى هذا المشهد منذ دخولي لساحة العمل الاعلامي وحتي هذا اليوم .
ايضاً لفت نظري كمية المايكات الموضوعة للقنوات الخارجية بينما الناقل مباشرة هو تلفزيون السودان اما كان من الافضل ان يتم ضبط الصوت وتحسين نقل التلفريون القومي بدلاَ من هذه الفوضى .
اما الحضور فحدث ولاحرج اشخاص لاصلة لهم بالاعلام او الصحافة من قريب اوبعيد لابد لوكالة سونا كوكالة رسمية وطنية ان تكون اكثر احترافية في اختيار الصحفيين لمؤتمر مثل هذا المؤتمر الهام فيجب ان تخاطب كل صحيفة او مكتب اعلامي او موقع الكتروني لتعيين مندوب يغطي المؤتمرات الاقتصادية تعمل الوكالة على تدريبه وتوفير كل وسائل حصوله علي المعلومات الصحيحة وهذا لايمنحها حق الوصاية عليه فيما يكتب لان الاعلام الوطني يجب ان يحظى بالحرية التي لاتقيدها قيود الدولة او امزجة النظم الحاكمة وقد كانت الصحافة عرضة على مر الحقب لهذا الابتزاز اما ان تكتب ماتراه الحكومة مناسباً لها والا تفقد فرصتك في الحصول على المعلومات.
اما تحليلي لمنصة المؤتمر الصحفي فكانت وحدها تعكس وبوضوح عن المأزق التاريخي الذي يمر به الاقتصاد الوطني كما ان التوتر كان هو سيد الموقف
اعتقد ان وزارة المالية لم يكن لديها الاستعداد الكافي للتحدث في مؤتمر صحفي ولكنها تعرضت لضغط من الراي العام بسبب شركة الفاخر
كان من الافضل ان تكتفي وزارة المالية بالبيان التوضيحي الذي اصدرته ومن ثم اعطاء نفسها فرصة للرد العملي وهو معالجة الخطأ الذي وقعت فيه وهو خطأ واضح جداَ يتجاوز نظم الشراء والتعاقد ولكن يبدو ان الابواب كانت مغلقة امام وزارة المالية وكانت في مأزق حقيقي وشركة الفاخر انقذتهم من الغرق و (الغريق بتعلق بقشة) وهي طريقة عشوائية لجأ اليها وزير المالية بينما كان الناس في انتظار حلول علمية منهجية وفق رؤية اقتصادية واضحة حتى نخرج من مسلسل الانهيار ورهن غذاء الشعب السوداني لافراد ، فالمعني واضح ان احتكار استيراد القمح انتقل من اسامة داؤود لشركة الفاخر وان تصدير الذهب من بنك السودان لشركة الفاخر.
يبدو ان وزارة المالية اختصرت الزمن والمسافة وتعاقدت مباشرة مع شركة الفاخر لانها قدمت مبادرة بتغطية العجز في النقد الاجنبي ومن الملاحظ انها شركة غير معروفة وظهرت فجاة عندها نقد اجنبي وحولها كثير من علامات الاستفهام لكن هناك سؤال مهم كيف تأكدت وزارة المالية ان الحل فقط موجود عند الفاخر؟ لماذالم يتم طرح عطاء للشركات لتتنافس وتاخذ الفاخر مشروعيتها من تنافس حر وشريف؟ لماذا وزارة المالية في عهد الثورة لجأت لطريقة معالجة الازمة وفق ماتراه هي سهل وممكن وبنقذها من الورطة .
لماذا اذن تمت محاكمة البشير بتهمة حيازة نقد اجنبي داخل مكتبه يقدمه لشركات توريد القمح اليست كانت هي ذات الطريقة والاسلوب في المعالجات الفردية ومحاولة حل الازمة باي طريقة دون الانتباه لقانونية الحل او استيفاؤه لشروط الشراء والتعاقد .
اليست هي ذات الازمة التي جعلت جهاز الامن يشرف على شراء القمح وتوفير النقد الاجنبي له تحت شعار ان حل الازمة وعدم التلاعب بقوت الشعب السوداني لايحتمل انتظار التسلسل المؤسسي وانما المعالجة الطارئة وحلها بايسر السبل
لامعنى لعقد مؤتمر صحفي وانت ليست لديك اي اجابات مقنعة كما انك خاضع لضغط وتوتر ظهر بوضوح على المنصة كما ان النتيجة الان صفر بل صارت الصورة اكثر قتامة
٥مارس٢٠٢٠م
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢)
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣)
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٤)
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٥)
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٦)
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٧)
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٨)
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٩)
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (١٠)
إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (١١)
إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام