سوداني نت:
كنت بالأمس قد استعرضت كذبة مبارك الفاضل البلقاء التي اتهم بها الاستاذ علي عثمان بالسعي لاعدام د.الترابي من خلال زعمه أن علي عثمان وجه رئيس القضاء الأسبق مولانا جلال الدين محمد عثمان للقيام بذلك الجرم الكبير الذي أنكر الأستاذ جلال أنه قد حدث!
تلك الكذبة بل الخطيئة الكبرى تعبر عن سلوك راتب ومركوز في شخصية مبارك الذي يكذب كما يتنفس ولا يضع أدنى اعتبار لتأثير ذلك السلوك الذميم على مصداقيته كسياسي او على الواقع السوداني المهترئ والمأزوم بالصراع السياسي ولذلك لم يتورع الرجل عن استخدام تلك الخصلة البغيضة عقب قيام امريكا بقصف مصنع الشفاء للأدوية ، لتحريضها على بلاده حتى تقوم بقصف المزيد من المصانع والمنشآت الحيوية بزعم كذوب أنها تنتج صناعات كيميائية!
تلك جرائم لا يقترفها إلا الأوغاد والعملاء ولولا سذاجة وتخلف حضاري أزرى بالعمل السياسي في السودان وجعله لا يفرق بين الحلال الوطني والحرام الوطني لحوكم امثال مبارك بالخيانة العظمى وجرموا الى الأبد بدلا من أن يتقلبوا في المناصب الفخيمة وتفتح لهم صفحات الصحف وشاشات الفضائيات.
في باكستان , على سبيل المثال, بلغ الخصام بالساسة درجة قتل بعضهم بعضا (ضياء الحق وبوتو وبنازير) ولكنهم لم يفشوا سر قنبلتهم النووية التي كانت وقتها تطبخ على نار هادئة!
أكاد أجزم أنه لو كان ميكافيلي , الذي نسبت اليه المقولة الممعنة في الانتهازية (الغاية تبرر الوسيلة)حيا” لغضب أن يشبه بمبارك الفاضل الذي لا يتورع عن فعل كل المحرمات ليصل الى مبتغاه بما في ذلك الكذب والبهتان وبالرغم من دعوتي الدائمة الى توحيد الكيانات السياسية حتى ننهي حالة التشرذم التي تمسك بخناق بلادنا وتهدد وحدتها الوطنية وسلامها وامنها الاجتماعي فقد ظللت اعذر السيد الصادق المهدي في تمنعه من القبول بعودة مبارك الى صفوف حزبه ذلك أن الرجل يمثل قنبلة موقوتة لكل من يقترب منه فمن يأمن الشيطان غير الأحمق الذي يسعى لحتفه بظلفه؟!
لذلك لم استغرب البتة أن يكون الرجل من أوائل من نادوا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني فمن يحرض على قصف بلاده حقيق به أن يوادد من يحتلونها حتى لو كانت تضم المسجد الأقصى الذي صلى نحوه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وأسرى اليه وعرج منه الى سدرة المنتهى كما جاء في كتاب ربنا سبحانه.
بقية الأكاذيب التي تقيأها مبارك لا تستحق الرد مثل زعمه أن علي عثمان قال لقرنق : انت حا تكون نائب رئيس وانا رئيس وزراء ونحكم معا السودان ، سيما وأن اتفاقية نيفاشا لا تتضمن منصب رئيس وزراء كما أن الأيام اثبتت العكس تماما ذلك أن علي عثمان تنازل بزهد وتواضع عرف به لقرنق عن منصب النائب الأول!
أما الفتنة الكريهة والكذبة الأخرى حول قيام علي عثمان بتمليك اللجنة الدولية مستندات ومعلومات لتوريط البشير لدى محكمة الجنايات الدولية حتى يخلو له الجو لحكم السودان فهو مما اثبتت الأيام خطله فقد تسامى علي عثمان عن المناصب وزهد فيها لكن الحاقدين والحاسدين والمتربصين به ظلوا يكيدون له (ويحفرون) آناء الليل واطراف النهار!
لا اقول كل ذلك إلا من باب الإنصاف لرجل لا ارى أحدا يتعرض للكيد والظلم الآن مثله وظل رغم ذلك صابرا على الأذى محتسبا لا يشكو ولا يتبرم إنما (يقطعو في مصارينو) بجلد وتحمل عجيب!
يعلم كثير من الناس مقدار الخلافات التي احتدمت بيني وبين الشيخ علي عثمان سواء في معالجة مشكلات الجنوب خاصة اتفاقية نيفاشا بتداعياتها على المنطقتين وابيي او غيرها لكن ذلك لن يمنعني من الذود عنه اقامة للشهادة لله وخوفا من كتمانها الذي يؤثم قلب فاعله ، لأقول إن المقارنة بين شيخ علي عثمان ومبارك الفاضل كالمقارنة بين الثرى والثريا وبالرغم من ذلك يبهته بالافك ويتهمه بالسعي لقتل الدكتور حسن الترابي بل بالتآمر على الرئيس السابق البشير الذي لا أعلم أحدا اخلص له كما فعل علي عثمان!
لا أدري والله ما السر الغريب الذي جعل ذلك الرجل يكن كل ذلك الحقد الأعمى على الأستاذ علي عثمان الذي بنى لنفسه مجدا لن تمحوه المؤامرات وسينصفه التاريخ ولو بعد حين.صحيح أنه أخطأ كثيرا لكنه اصاب اضعاف ذلك ، فشيخ علي ظل يحفر في الصخر منذ دراسته الثانوية ثم جامعة الخرطوم التي رأس اتحاد طلابها ثم رائدا لمجلس الشعب ثم تخطيه لكبار الاسلاميين زعيما للمعارضة وغير ذلك كثير.
لم يبلغ ذلك إلا بكاريزما تفرض احترامها على جميع من يتعاملون معها ، ذلك أنه الرجل الذي يجيد تطبيق الحكمة :(أنت ملك الكلمة التي تقول فاذا قلتها ملكتك) والذي يتصف بصفة نادرة (لا يسبق لسانه عقله).
لولا قضايا كثيرة تستحق الكتابة لواصلت .. شرحا وتبيينا ولكن…