د عبدالكريم محي الدين يكتب: صراع من العملاء حتى عظم أسيادهم -1 الوثيقة الدستورية وتعميق الصراع
سوداني نت:
العملاء السودانيون بائعوا دماء الشعب السوداني و موارده ، معروفون تماما ، قبل أن تكشفهم حرب إبريل ، فقد كشفتهم الوثيقة الدستورية ، و كشفهم الاتفاق الاطاري ، و فضحتهم اتجاهات سهام الباطل …
إذ أن نواياهم صارت كتابا مفتوحا ، و أفعالهم أصبحت نهارا مفضوحا . لا يختلف في عمالتهم و خيانتهم اثنان ، فقد تحالفوا هم ذاتهم من قبل مع اسيادهم لفصل جنوب السودان ( الوثائق على النت ) و هذا فصل اخر لنا فيه مقام اخر ان شاء الله …
و تحالفوا مع كفلائهم خلال الخمس سنوات الماضية ، ليصلوا بالبلاد لما هي عليه الان . إذ صنعوا النزاعات الدستورية ، و فصلوا الدعم السريع عن المؤسسة العسكرية ، و حجموا دور جهاز الأمن و المخابرات عن أدواره الوطنية ، و سرحوا هيئة العمليات ، و اشعلوا النزاعات الايدلوجية و الجهوية و القبيلة …
ما فعلوه بالبلاد على امتداد حكمهم القصير لم يفعله بها الموساد و لا (CIA ) على امتداد الصراع الأطول مع الدولة السودانية فحق للشيطان أن يعجب و يتعجب من صنيعهم …
فالوثيقة الدستورية على كثرة نسخها المتعددة ؛ المعدلة و المزورة و السرية لم توضع إلا لخلق الصراع و تعميق النزاع ( راجع الوثيقة الدستورية بالجريدة الرسمية العدد 1895 بتاريخ 3/10/2019 ) …
فقد وضعت هذه الوثيقة الجيش نقيضا للمدنيين ، و وضعت قيادة مجلس السيادة قيادة شرفية فقط . تمر تحتها كل القضايا المصيرية حتى كسر رقبة الجيش نفسه . لتختم الفترة الانتقالية بسيادة المدنيين ( الحرية و التغيير ) على البلاد و الجيش و الاجهزة النظامية الأخرى ، سيادة كاملة و شاملة ( الألغام الحقيقية للصراع بين العسكر و المدنيين و بين المدنيين و المدنيين ) …
و هذه الوثيقة وحدها كفيلة بجر البلاد الى هاوية الحروب بدليل نظرتها الى استغلال الصراع الايدلوجي و رؤيتها في إدارة الدولة بين العسكر و المدنيين و في رؤيتها لخلق النزاع بين المدنيين أنفسهم . إذ أنها تسعى و بصورة واضحة لصنع الفجوة بين المتباينات السياسية و الجهوية و القبيلة و الحزبية و تضخيم الاختلافات القائمة بين كل تلك المكونات …
و لأن الغرض من هذه الوثيقة هو خلق النزاع ، فقد هجرتها أطرافها و أصبحت البلاد تقاد حسب الهوى و هوية الحاكم و لم ينفذ منها إلا ما يتعلق بفوضى الدولة فقط دونما يثبتها من مؤسسات حيوية ( المحكمة الدستورية ، مجلس القضاء العالي ، المجالس التشريعي و المجالس التشريعية … ) حتى جاءت قرارات الخامس و العشرين من اكتوبر 2021 ليتجدد النزاع بصورة أعمق و أوسع فيما يسمى بالاتفاق الاطاري …