سوداني نت:
ما عانته ولاية الخرطوم بداية الحرب العالمية على السودان ، من تقتيل و نهب و اذلال و تشريد ، و من إخلاء قسري للبيوت و المتاجر و المصانع و دور العبادة و الجامعات و المدارس ، ما عانته هذه الولاية من هول يشيب له الولدان يتكرر الان الان في أرض الجزيرة الخضراء …
يتكرر المشهد على اعين العالم و منظماته الإنسانية و تنظيمات حقوق الإنسان و التنظيمات العدلية و الحقوقية . يتكرر بصورة اوضح و اوسع لكنها بنفس القدر و المقدار ، إذ أن الجزيرة أرض مفتوحة و متسعة تظهر أية حركة نزوح أو اشتباك عكس غابة المباني في الخرطوم ، و التي تستتر فيها الجرائم و الجرائر …
ما حصل في ولاية الخرطوم و يصل الان في هذه اللحظات ، نجد لقواتنا المسلحة العذر فيه . إذ أنها حوصرت بقوات المرتزقة من كل جانب ، حصارا مخطط له من قبل ، حصارا محكم التكتيك و التنظيم و الخطط . لكننا نستفهم و يحق لنا الاستفهام قبل فوات الأوان ما عذر جيشنا تجاه حماية مواطن الجزيرة ؟؟؟
فالقوات المسلحة و القوات المشتركة معها ، تحاصر أرض العطاء من كل جانب ، و أخذت مواقعها و جاهزيتها منذ شهر يناير الماضي ، و صدح المسئولون بتلك الجاهزية و بتلك الإحاطة منذ أكثر من شهرين ، و مازالت فيديوهاتهم و تصريحاتهم موثقة لدى مواقع التواصل الاجتماعي ، و في أرشفة نشطاء الأعداء و النشطاء السياسيين . مازلت متداولة للاستهزاء و الازدراء و التقليل من مقدرات جيشنا الباسل . هذا و الله مما يغيظ و يجعل الوبال ألف وبال ، و يجعل البلاء ألف ابتلاء .؟و للاسف هذا يصدق ما كنا نكذبه و ننفيه بشدة عن قادتنا البواسل في جيشنا المنصور …
جيشنا ينتظر التعليمات لينقض على المرتزقة الوحوش ، و لكن للاسف عندما ينقض على عدوه و عدونا سيجد كل شئ انتهى . لن يجد إنسانا يحميه ، و لا عرضا يستره ، و لا مالا ينقذه ، و لا مريضا أو جريحا يداويه . سيجد كل المعالم تغيرت تماما . سيجد الأوباش قضوا حاجتهم و كتبوا في دفاتر أحوالهم : ( جرى كل المطلوب فعله و زياده ) . ثم ارتكبوا الفرار الى بلدانهم سالمين غانمين ، أو فزعوا بمجموعاتهم إلى ولايات أخرى …
عندما يتم قهر المواطن على عين من يحميه ، فحتما سيفقد الثقة تماما تماما ، و يصدق كل ما يخال و يتوهم . و ما أكثر الإشاعات و الوهم في مواقع الميديا و ما أكثر اسكاي نيوز و العبرية و غيرها من ابواغ السفاكين متعطشي الدماء و الأعراض …
أقول ذلك و بكل صراحة ؛ وأنا اتقطع ألما ، و اتفطر جرحا ، و تفيض عيناي دمعا سخينا لما أشاهده من مناظر مروعة ، و لتعجبي من موقف القادرين على التمام . و هم عاجزين عن القيام . و لما أتوقعه من بلاء عظيم و عميم و وخيم جراء التفريط و التسويف و التردد …
فيا أيها القادرون على التمام : أتموا ما بدأتموه من عمل مشرق أبهر العالم أجمع ، و ارفعوا التمام للشعب السوداني الذي ما زال وقوفا لطابور تستلام الكرامته و هزيمة المعتدين …
اللهم اهد ضالنا و انصر قواتنا و اهزم عدونا و فك عقدتنا يا الله ندعوك باسمك الرحمن و نبتغي إليك الوسيلة بعمل الصالحين منا و بما نزل بنا و بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم .