سوداني نت:
كما أقام الأعداء هذه الحرب على السودان لتستمر و تدوم ، فقد كانت المقاومة الشعبية المسلحة هي المقابل في الدفع و الاستدامة و تمثيل اهل السودان …
من اراد النيل من السودان و شعبه فالمقاومة الشعبية المسلحة له بالمرصاد و الترصد . و دافعها الأول و الأخير رد العدوان و استعادة الكرامة السودانية و بناء البلاد …
و كما هي التمثيل الحقيقي للشعب السوداني هي ابنة الجيش و يده الطولى و سنده المتين تأتمر بأمره و تنتهي بنواهيه . تبطش ببطشه و تردع بذراعه و ترى بعيونه و تسمع بأذنيه و تتحرك بتعليماته …
و ما غاظ المعتدين و أثار خوفهم و بث هلعهم و نشر الرعب بين صفوفهم إلا قيل المقاومة الشعبية هيا اقدموا …
و تزداد هذه المقاومة كل يوم صلابة ً و كل ساعة قوة ً و كل لحظة منعةً . حيث تقاطر شعبنا على مراكز التدريب و تدافع نحو خطوط الدفاع و الهجوم …
و تزداد هذه المقاومة خبرةً في الاداء و الإدارة . اذ انتظمت هياكلها قاعدةً و قيادةً ، فانتشرت افقيا ًو رأسيا ً حتى كادت تغطي مساحة البلد المكلوم ، و اكتمل بنياتها و انظمتها الاساسية حتى نضج فكرها و فكرتها …
إنها تتحرك بالخطى الثابتة و التفكير الثاقب . لأنها تدرك واجبها و تعلم ما يخفي عدوها و يظهر ، و تعلم حجمه و عدته و عتاده ، تعلم مصدره و عسكره ، تعلم إمداده و ممدوه . فهي كما قلت عين الجيش و خطوته ، لأنها هي الشعب بجغرافيته ووجدانه ووجوده …
فيها الأطباء و المهندسون و المعلمون و الطلاب و الشباب ، فيها المرأة بكافة قطاعاتها ، فيها الشيوخ و العلماء و الخبراء ، فيها المزارع و الصانع و التاجر و الراعي ، فيها المحامون و الإعلاميون و الفنانون و الشعراء و الأدباء و يشترك فيها من الشعب أيضا حتى الأعمى و البصير ، و حتى المقعد و الكسيح . كلهم جميعا تدافعوا بكل عزيمة و جد لرد البغي و العدوان و استعادة الكرامة و العز ، كلهم جميعا تدافعوا لصناعة المجد فهل يغلبون ؟
كلا والله و تالله أنها هي الشعب بكل جوانبه و جوانحه . فإن أبيد هذا الشعب كله فهنيئا للغالب …