سوداني نت:
التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي والسودان على وجه الخصوص ، جعلت من الإعلام أكثر تاثيرا وتغير مفهوم الإعلام التقليدى وأصبح الإعلام يعتمد على عنصر السرعة والمواكبة والجاذبية .
في السودان بعض المؤسسات واكبت هذه التطورات والبعض مازال في الحالة الماضوية وهذا الأمر كلفه خسائر فادحة في صورته الذهنية .
من المؤسسات التى دفعت الثمن غاليا لتجاهلها الإعلام بنك السودان المركزي الذى تأثرت صورته كثيرا وضربت مثلا في قروب (حواس) على الواتساب ، قلت أننى عضوا في أكثر من مائة قروب على الواتساب وبعضها منابر مؤثرة تضم صناع قرار ورؤساء تحرير وكتاب ، بالإضافة إلى مشاركاتي الفاعلة في الوسائط الإعلامية الإلكترونية، لم أجد ولو بالغلط اي شخص يشيد بالبنك المركزي وكل الكلام نقدا ! و الأمر ينطبق على كل وسائل الإعلام . وهذا أمر خطيرا جدا ولو كنت مكان مدير الإعلام بالبنك المركزي لن أنام ليالي واظل أفكر في حلول وإذا لم أجد حل سوف أدفع باستقالتى من الباب العريض .
بحكم امساكى بملف البنوك في السودان أعتقد أن شخصية محافظ البنك المركزي حسين جنقول وهو مهني وموظف في البنك المركزي تدرج في العمل ، طبعت على الاداء الإعلامي للبنك وأصبح الإعلام متحفظا أكثر من اللازم ، غابت المعلومات عن الصحافة وتعامل البنك المركزي بسرية في كثير من الملفات وهذا الأمر خلق شكوك وريبة في الصحافة التى بدأت تبحث بطرقها الخاصة في ظل حجب المعلومات عنها .
والغريب حتى لقاءات واجتماعات محافظ البنك المركزي تدار بسرية وهذا شئ تجاوزه الزمن في عصر الإعلام المفتوح أصبحت حتى المؤسسات العسكرية والأمنية تتعامل بصورة أكثر انفتاحا مع الإعلام.
طريقة المحافظ مع احترامنا له ، خلفت أضرار على صورة البنك المركزي !!
مافي حاجة اسمها انا مابحب الظهور !!
طالما أنك مسؤول يجب أن تواجه الرأي العام
مدراء البنوك المركزية فى العالم الآن في حوارات مع رواد الأعمال ومرة مع أكاديمين وخبراء، ومع أطياف اقتصادية وتعرض في الصحافة بصورة سريعة .
البنك المركزي يتعامل بسياسة الصمت وعدم الظهور الاعلامي وحتى عدم الرد على مايثار من انتقادات تجاه البنك المركزي
واذا تجاوزنا الرد على بعض مايرد في الصحافة ولكن هل يمكن تجاوز الرد على خبير دولي في قامة د. التجاني الطيب الذى وجه نقدا للبنك المركزي في برنامج المجلة الإقتصادية حواس بقناة النيل الازرق وقال أن هناك دراسة أجراها البنك الدولي اوصت بإغلاق بنكين وتم اخفائها ، وتحدث عن ضعف الدور الرقابي للبنك المركزي !!
البنك المركزي له اسهامات ومجهودات في ملفات مهمة مثل انخفاض التضخم واستقرار سعر الصرف ولكن هذه المجهودات غير واضحة للرأي العام والبعض ينسب انخفاض التضخم لوزارة المالية وينسب استقرار سعر الصرف للركود في الأسواق ، لن نلوم أحد ونكون ملكيين أكثر من الملك مادام البنك المركزي راضي هذا الوضع ومستمتع باهتزاز صورته ولكن النصيحة لمحافظ البنك المركزي هي أن يتأمل في المثل الفرنسي ( أعمل جيدا وأظهر عملك ) !!