سوداني نت:
تسبب رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف في تفكك أقوى دول اتحاد كانت تحافظ على التوازن و الأمن الدوليين و ذلك بتبني سياسة اقتصادية جديدة دون إعداد عدتها . او تعمد سن تلك السياسة واهمال الاستعداد لها …
البيريسترويكا ( اعادة هيكلة الاقتصاد ) هي السياسة التي تبناها ميخائيل غورباتشوف و قصد منها محاربة المركز لتاخذ الجمهوريات السوفياتية وضعية الاستقلال الاقتصادي …
و بهذه الخطوة ضرب غورباتشوف الاقتصاد السوفياتي الموحد و بدأت جمهوريات الاتحاد تأخذ الخطوة التالية وهي الاستقلال السياسي او ما يسميه الغرب ( التحرر و الحرية ) …
انهار الاتحاد السوفياتي في الخامس و العشرين من ديسمبر للعام 1991 م و اصبح غورباتشوف هو رجل الحرية و الديمقراطية في نظر الغربيين بينما اصبح هو الشرير العميل في اعين و افئدة الشرقيين …
إن فرض الديمقراطية و الحرية و هيكلة الاقتصاد و الجيوش على البلدان ، لا يعني بها الغرب أبدا رفاه الشعوب و استقلالها بقدر ما يقصد بها تمرير اجندته و تحقيق مصالحه في تلك البلدان …
قد حقق التحالف الغربي الخطوة الأولى في السودان ( اعادة هيكلة الاقتصاد ) فادت إلى الاختلال الاقتصادي الماثل الذي افقر الغني و سحق الفقير و أوقف الإنتاج و عطل القوى العاملة و الفاعلة …
تبقى ان يحقق الخطوة الثانية وهي تفكك وحدة البلاد و انهيار نسيجها الاجتماعي و الجهوي و تفكيك جيوشها و قواها الأمنية فيا ترى أيتم ذلك على عهد الجنرال عبدالفتاح البرهان ؟
بكل التأكيد نعم ، فالمؤشرات كلها تدل على استجابته للأجندة الغربية . فالرجل تخلى عن داعميه داخل الجيش ( ابوهاجة ، الحوري و امثالهما من الضباط الوطنيين ) و داعميه من المدنيين ( نداء أهل السودان ، قوى التوافق الوطني ) و اهمل صوت المخلصين من المدنيين و الجياشة و الذي ينادي بأحقية الجيش في إدارة المرحلة الانتقالية و حياديته . و لم يستجب لتحذيرات العسكريين من النوايا الخبيثة لقوى الحرية و التغيير تجاه الجيش …
أهمل الجنرال كل ذلك و أقبل على التسوية السياسية المعدة من امريكا و حلفائها و التي تقضي بتسليم البلاد لخصومه السابقين و الذين لا يمثلون من السودانيين إلا عددهم المفاوض و المراوض ، و الذين ليس لهم من البرامج و الخطط لحكم السودان إلا تلك الوصفات المعدة من دول الترويكا وما يدعمها من العرب …
سيكون البرهان هو نفسه ميخائيل غورباتشوف إن نفذ ما تبقى من خطط الغرب لتدمير السودان ، سيكون هو ذاته غورباتشوف إن قبل التغيير الجذري للسودان دون موافقة الشعب السوداني ، وهو نفسه سيكون غورباتشوفا إن لم يلجأ الى شعبه و يحتمي بدينه الاسلامي و قيمه السودانية …