سوداني نت:
كنت أقول لبعض قيادات الإسلاميين أنه من أصعب المستحيلات تحقيق نجاحات من غير سند دولي و إقليمي خاصة و أن اصحاب هذا التيار محاربون من الغرب و العرب …
و كنت اقترح اجراء حوار حقيقي مع الغرب و العرب يفضي إلى القبول و التعاون و المصالح المشتركة …
و لكنني اليوم أصبحت اكثر قناعة بأن للغرب مشروعا يتناقض مع مصالحنا الوطنية و لا يضع لشعبنا اعتبارا البتة …
فولكر و الرباعية ( امريكا ، بريطانيا ، السعودية و الإمارات ) لا يستحيون أبداً من فرض دستورهم عبر تسييرية المحامين بل و يجتمعون مع هذه اللجنة بعد حكم القضاء السوداني ببطلان العمل معها و ما زال هذا الرباعي يمارس القرصنة لارجاع الطغمة التي ازالتها قرارات الخامس و العشرين من اكتوبر المشهورة و ذلك لهدفين اثنين :
احدهما ان هذه الجماعة تم تدريبها مسبقا على المراوغة السياسية و المصارعة الخبيثة و تم الصرف عليها لتكون هي حكومات الغرب في السودان و أزرعة مخابراته و أدواته ووسائله في حربه مع الشرق و الشرق الأوسط …
و الآخر فتهدف امريكا و دول محاورها من ذلك الضغط ( إرجاع اربعة طويلة ) استفزاز القاعدة العريضة للشعب السوداني إذ أن ما تمثله مجموعة الطويلة لا يساوي واحد في المائة من شعبنا بل يمثل المجموعة الممقوتة و الجماعة الظالمة و يمثل الفكرة الإلحادية و الثقافة الساقطة و رغم ذلك تريد الولايات المتحدة فرض هذه الجماعة على كافة السودانيين لتكتمل دواعي الصدام و تشتعل نيران الغبن و الظلم …
و كأن خطة الغرب الأولى هي تنصيب عملائها و فرض هيمنتها عبرهم و في حال فشل هذه الخطة فالخطة الثانية هي صناعة الغبن و إشاعة الظلم لخلق الصدام السياسي و المجتمعي و الجهوي بين السودانيين ( يا فيها يا نشعلها ) …
ستنفذ خلايا الغرب عددا من عمليات الاغتيالات وسط القيادات المختلفة للتخلص منهم و لاشعال فتيل الخراب و الاحتراب و هذه الخلايا تمتلك قدرا كبيرا من الاحترافية في استخدام الميديا في الدعاية و الإشاعة و تطويع الواقع لما تريد و تساعدها في ذلك الآلة الإعلامية الغربية و العربية …
ووفق الخطة الغربية فإن المستهدف الأول هو الجيش و الأجهزة الأمنية و الشرطية ففي حالة الخطة الأولى فسيتم استخدام السلطة المدنية ( بمساعدة الدستور و القوانين ) لتصفية الجيش و ملشنته و خلق النزاع بين المكونات الجديدة …
أما في حالة الخطة الثانية فاستهداف القوات المسلحة فسيكون عبر الصدام الجهوي و القبلي و عبر فصلها عن الداعمين ( نداء أهل السودان و القوى الوطنية ) ثم بعد الاضطراب الأمني و الاقتتال الدموي ستستخدم امريكا مجلس الأمن الدولي للتدخل المباشر عبر البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة …
و لتلافي نفاذ الحالتين يجب على السيد الفريق اول عبدالفتاح البرهان أن ينحاز للوطن و يصدر قرارات تاريخية مفصلية ترتكز على الآتي :
1- السودان دولة ذات سيادة لا تقبل المساومة في سيادتها و مستقبل شعوبها .
2- في المرحلة الانتقالية تقف القوات المسلحة على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين الحقيقيين و تنحاز بصورة لا لبس فيها لمصلحة الوطن و استقراره و مستقبله .
3- استقلال الوطن و القرار سيكون غالي الثمن على الشعب في العقود الأولى من عمر البلاد فالعدة لذلك هي ثورة الإنتاج و رباط الجأش و الصبر الجميل .
4- الاتجاه المحوري للسودان شرقا او غربا تقتضيه المصلحة العليا للبلاد و لا تقيا و لا مداره في ذلك .
5- الحركات المسلحة هي الأقرب للمصالحة الوطنية و على الجيش استيعابها بعدالة تامة و بصورة عاجلة .
6- الأحزاب السياسية ذات الالتزامات الخارجية ( وهي قليلة و معروفة ) يجب حسمها و تعريتها تماما .
7- القوى الوطنية مهما تكون ايدلوجيتها يجب ان تشترك في صناعة مرحلة ما بعد الانتقال داخل فترة الحكم الانتقالي بكل تجرد و اخلاص .
8- الميثاق الدستوري الذي يحكم الانتقال لا يكون الا وطنيا خالصا و سودانيا عادلا و شجاعا مهابا .
9- وحدة القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية الأخرى هي الخطوط الحمراء التي تسيل دونها الدماء و تتطرف عندها القوانين و الجزاءات و الإجراءات مهما كان الثمن و تستخدم في ذلك كل وسيلةٍ و حيلةٍ .
هذا بسط للحالة السودانية في مقام المعطيات الماثلة حيث لا مخرج للبلاد إلا بالتمرد التام على الهيمنة الدولية الساعية الى نصرها في الحرب مع الشرق . بل و يجب على السودان و بصورة عاجلة و ذكية استغلال تلك الحرب في صالح المصلحة الوطنية و الإقليمية و صنع التوازن الدولي …