سوداني نت:
* لعل المطالبة بالديمقراطية والمدنية كلفت البلاد الكثير من المعاناة في ظل احلام الشعب المكلوم بتعاقب الحكومات ذات الايدلوجيات السياسية المختلفة، فاصبحت هذة المطالبات مطية للقوي السياسية المدنية قحت والقوي العسكرية ، فتعالت هتافات يونيو واكتوبر برحيل العسكر والاتفاقيات الثنائية وكافة التسويات ، ونفذت جداول التظاهرات بعناية وكالمعتاد نتاجها اعلان لجنة الاطياء السودانية مزيد من الشهداء والجرحي، وإصدار بيانات من الشرطة بأن هنالك خلايا نائمة وخفية ، وجماعات داخل الحشود تستهدف المتظاهرين لتشعل الفتنة وتزرع الشك وعدم الثقة بالمؤسسات النظامية ، ولعمري هذا مؤشر خطير جدا لاسيما وان عدم الثقة بين الشعب والقوات النظامية تراكمت في نفوس الناس ، وهم حماة الوطن، وحماة الارض وحماة الأمن القومي .
* واكبر التحديات هي المساس بالامن القومي الذي يدل علي قوة البلدان ويكمن تطورها في تطوير المنظومة الدفاعية والامنية ، وفي اعتقادي ان القوتين العسكرية والمدنية هم السبب الرئيس في هذا المهدد، لاطلاق الوعودات الكاذبة والادعاءات الواهمة ، والتصريحات الغير مجدية، والتفكير غير المقنن بالواقعية والنظر الي الخروج من المازق السياسية والاقتصادية الراهنة والتاريخية ، التي حتما ستحاسبهم الاجيال عليها ، من هنا يجب التحليل الدقيق للواقع ، لتوضع نتائجه في طريق التصحيح للمسار بخبراء وحكماء من أبناء الوطن الخلص ، والان لم يفقد الشارع الثقة بالعسكر وعودته للثكنات فقط، ولكن بالمدنيين ايضا، وقوي اعلان الحرية والتغيير الغير متفقة ، ليبقي الخلاف هو سبب دمار السودان ، لا الاختلاف الذي يظل محمود في ظل تحقيق المنشود ان امكن .
* وامريكا تصرح بأنها تقف ضد من يعرقل سير الديمقراطية في السودان، ولا تجعله شان داخلي يخصه ، وهي تحيك الخطط للنيل من البلاد بمكر وثعلبة، والمنظمات العربية والافريقية ودول الجوار تراقب فقط دون تقديم مبادرة تحقق استقرار السودان وعبوره من محنته ، ومحلليين هنا وهناك يطلقون الاراء ، دون جدوي ليستمر الحال قرابت الأربعة سنوات هكذا ، ونحن مابين القوي السياسية وهتافات الشارع الغاضب دون جدوي سوي مزيد من فقد ارواح الشباب وبكاء الطرقات والأمكنة.
* عفوا مللنا السياسة ومكرها ، كرهنا الاحزاب وتكويناتها ، تملكنا الحزن علي النيل الازرق وارضها، وكردفان ودارفور وغيرها، فتن وغبن وصراعات مروعة واصوات تساهم في زعزعت الامن بالسودان، واطماع تحاصرنا، وتقارير تكتب خفية عنا ، وحدود مفتوحة لدخلاء هم من يديرون الفتن ونحن نتنافس علي البقاء بالسلطة ، ونتحسر علي عهود مضت ونحملها ما وصل اليه حال البلاد الان .
وياتي السؤال الهام : الي متي يظل الحال هكذا والي متي نستبيح الأرواح هكذا ؟؟؟؟؟ الي متي يمكن لنا أن نجعل الأمن و ا لامان ممكن والاستقرار واقعا والمستقبل الافضل للأجيال الغد ؟؟؟؟ الي متي نضعف مكونات الدولة وذواتنا ؟؟ وتغيب الرؤية العقلية والوطنية والتوعوية بوطن يقوي بكل منظوماته واهمها الامنية والدفاعية ، ومن هنا دعونا نعي ما يحيط بنا وندرك السودان قبل أن يغادرنا الي الفناء .