سوداني نت:
يعلم الشيوعيون ان قاعدتهم في السودان لا تتمثل في شعبية مناصرة او اقلام حرة تجد عندهم الحق فتقدمه لمن لا يراه في الفكر الشيوعي . و يعلمون انهم لا يستطيعون دخول القرى المحصنة بقيم المجتمع الفاضلة ، و لا حتى دخول المدن المشيدة على الإرث السوداني النبيل فما المدن إلا امتداد للقرى و أهل الريف …
فما هي القواعد التي يدير بها الحزب الشيوعي صراعه من اجل الاستحواذ على السلطة و الانفراد بصياغة المجتمع السوداني الذي يراه في اماله و يحلم به في صحوه و منامه ؟
يعتمد الحزب الشيوعي في سعيه الى قيادة البلاد وسيلتين أساسيتين هما الخبث السياسي و الامتداد الأجنبي . إذ أن هذا الحزب منذ نشأته منتصف أربعينيات القرن الماضي لم يستطع اختراق المجتمع بتكوين قاعدة جماهيرية عريضة تدفع بالحزب الى مقاعد البرلمانات السودانية او تجد له مجالا في أنصبة الحكم المحلي و الولائي و القومي …
فالوسيلة الأولى تعتمد تعدد الواجهات بإدارة خلف الكواليس و تعتمد تنوعها في مجالات السياسة و المجتمع و الاقتصاد حتى تستطيع من خلالها قيادة تلك المجالات و التحكم فيها من غير ان تكشف وجهها الماركسي المرفوض …
بهذه الوسيلة استطاع الحزب الشيوعي ان يقود حكومة الفترة الانتقالية و يقود الشارع الشارع السوداني مدة ثلاث سنوات و لكن السياسات المصادمة للمجتمع و المؤلمة في الاقتصاد و الموجعة للدولة أدت الى فضح الشيوعيين …
الوسيلة الثانية و هي استعانة الحزب الشيوعي بقوة الغرب المادية و الاستخباراتية و العلمية و الأجندة الغربية في البلاد و يستعين كذلك بالمنظمات الدولية في صراعه من اجل السلطة و التغلب على الخصوم …
اذ ان هذا الحزب لا يضع في منهجه وسيلة محرمة فكل الوسائل عنده من اراقة الدماء الى انهيار البلاد و شعبها حلالا و مشروعة مادام ستوصله الى مبتغاه …
و الذي يجب معرفته ان الحزب الشيوعي يسعى جاهدا الى تفكيك المجتمع السوداني تفكيكا شاملا لتسهل صياغته من جديد بمساعدة الغرب و منظماته الدولية ذات المشروع نفسه …
و تفكيك السودان لا يمر إلا عبر الدماء و الأشلاء و إشاعة القبيلية و الجهوية و العنصرية و زيادة مستوى الجهل و التسطيح و انتشار الإدمان و المخدرات و تفكيك البناء الأسري كما هو حاصل اليوم …
و حركة عبدالواحد محمد نور و حركة عبدالعزيز الحلو استبقى بهما الحزب خارج اتفاقية جوبا ليكونا الكرت الأخير الذي يمكن استخدامه إلا فشلت خططه الداخلية و الخارجية في استلام السلطة .
ان الحزب الذي يدير عملياته السياسية و الإدارية عبر صناعة الأزمات يجب ان تحكم فيه القوى الحية بالطرد و الإبعاد كما فعلت قبل ذلك الأحزاب به و يجب على السلطة الحاكمة مقاضاته فورا و محاكمة قادته على افعال الشر و خيانة البلاد و التسبب في تعرضها للفتن و الاضطرابات …