سوداني نت:
🕳️ إستطاع الغرب وبعقليه إستعمارية وأمنيه محكمة أن تشغل بعض الشعوب وخاصة الشعوب الإسلامية والعربية بتحوير وتدويل معاني ومدلولات معرفيه علميه فكريه قويمه لافراغها وإنتاجها من جديد وتسويقها بمقاصد دنيئه وغير اخلاقيه لتحقيق مآرب مدعاة للتناحر والتباغض والتشاحن معززه للخلاف وداعيه للفرقه والتمزق بين الشعوب
فأساليب الإستعمار بالحروب التقليدية أصبح قديماً وغير فاعله ودون انهاك لقدراتهم البشرية والماديه فأصبحوا يستعمرون (الشعوب بالشعوب) والتسويق التجاري لمعاني ومفردات كا (المدنية والمواكبة والعولمة والتحضر والتحرر والليبرالية والحداثه والتنوير المعرفي.. الخ) للتمرد والخروج على قيم الوطن واعراف المجتمعات
(كما قال أحد مسئولي الإدارة الأمريكية سابقا وهو يقف في منبر رافعا (المصحف الشريف) نريد أن نمزق هذا المصحف فإعتلي المنصه احد المتطرفين اليهود وأخذ المصحف منه ومزقه وقال له المسئول (ليس هكذا ياغبي إنما نريد أن نمزقه من صدور المسلمين)
🕳️ وللأسف فإن هذا المشروع الخفي الذي يعمل له آخرين من أبناء جلدتنا يمضي لتحقيق المقاصد لضعف الوعي الداخلي
وإنشغال المواطن بتفاصيل حياته اليوميه من الجوع والفقر والمسغبه والمرض المقصوده في ذاتها كأدوات إستعمارية
فالهدف البعيد هو زعزعة القيم في حياة الأجيال الناشئة حتى ينشأ جيلا متغربا ومتماهيا مع المادية الغربية غير مؤمنه بالقيم والأخلاق والتعايش السلمي جيلا متخاصما مع كل دعوات التوافق والتلاحم المجتمعي وبعيدا عن المشتركات الوطنية
فمفردة المدنيه التي أشاعوها رغم الاختلاف في المعنى والمدلول قصد منها إنتاج العداء السافر مع المؤسسات العسكرية والنظاميه وتجريدهم من وطنيتهم والتباعد بين برامج الاحزاب الوطنية لخلق واقع جديد أشبه بالتمرد الوطني
وللأسف فإن هذه الخطه المحكمه والزعزعة ينفذها مواطنون من أبناء جلدتنا المتماهين مع (دولة العدو) لخلق الدولة الفاشلة والمضطربه
وتتخذهم الدول الطامعه في خيراتنا أساليب لإستعمار العقول وتحويل ذلك إلى أنشطة مجتمعيه لخلخلة النسيج الاجتماعي والسياسي وزرع عدم الثقة تجاه المشروعات أو البرامج الوطنية لكافة الكتل السياسية بمفهوم (الرجعيه) في الطرح الفكري والسياسي لمشكلات الوطن لطرح البديل الغربي كنموذج حضاري يستوعب هموم الأجيال الناشئة
وإستطاعت منهجية الغزو الحديث من تشكيل وصياغة وجدان وعقول بعض الأجيال الحديثه إنعطافا نحو البديل الخارجي بفرية الإستقامة وتحقيق تطلعاتهم واشواقهم
فكان المشروع (دق الاسفين) لمفهوم التقارب والتجانس بين مصطلحي (المدنية والعسكرية) هي الشرارة الأولى لترسيخ النفور الوجداني بين أبناء الوطن وزرع الفتنه الداخلية بتزكية من بعض القوى التي تدعي ذات المصطلحات التغريبيه ولاتعدوا الا انها أحزاب أو قوي سياسية فاقدة للأخلاق السياسية والإرادة الوطنية وهي مكونات أو تيارات ذات منطلقات فكرية استقصائية لاتجد في الخيانه تورع وطني ولا في الأخلاق عاصما لشرف المبادئ والقناعات
🕳️ ومعلوم فإن التطور الدراماتيكي في الصراع العالمي يرتكز على فلسفة تحقيق الهدف دون الاعتبار للقيم أو وسائل تحقيق الهدف
فالدولة المدنية لاتكتمل عقدها بمعزل عن العسكر والا لأصبحت دولة مستباحه خاضعه للأطماع الخارجية مستلمه فاقده لسيادتها نزوعا لإستعمار من دون مظاهر ماديه ومجنزرات وآليات فالدولة المدنية المقصوده هي التي تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية وتقوم على أساس المواطنة ويسود فيها القانون والعدالة
ولكي يتعافى الوطن لابد من التفاعل الداخلي بين الجيش والسلطة التنفيذية والمجتمع لتبني بذلك التوازنات أركان الحكم ورسم الأدوار والمهام ليكتمل العقد لدولة راشده وحديثه مستلهمه قوتها من هذا الإئتلاف والتوافق الثلاثي
أما التنافر بين الدولة المدنية والعسكرية فهو مصطلح مصطنع من بعض القوى السياسية الخاضعه والخانعه لاجندات الآخر
فالسودان بخاصيته وبيئته البشرية والقيميه عصى على نمو وترعرع هذه الفتنه المصطنعه
فتاريخ التلاحم الوطني بمؤسساتها غير معروض في سوق النخاسه الدولية