سوداني نت:
* استقال د. حمدوك من رئاسة مجلس الوزراء ليترك المجال لاخر قد يكون اكثر كفاءة أو أقل ، لكنه قدم اعترافا واضحا وصريحا انه لايستطيع ان يعبر في ظل تشظئ الازمات السياسية في السودان والخلاف المتصاعد بين القوى السياسية الان ، والصراعات علي السلطة دون اانظر الي المصلحة العليا للوطن، وتحقيق اهداف الثورة التي ينادي بها جموع الشعب الثائر ، فاثر المغادرة من الساحة السياسية ليترك المجال للاعبين جدد قد يصيبوا الهدف ولو في الثانية الاخيرة ، يذكرني ذلك بمصطفي محمود حينما عرض عليه انور السادات احدي الوزارات ، فرفض قائلا : انا فشلت في ادارة اصغر مؤسسة وهي الاسرة فكيف لي ان ادير وزارة ، ومصطفي محمود الفيلسوف والطبيب والكاتب والمفكر وصاحب التسعة وثمانين كتابا ، وله اسهامات ثرة في العلم والمعرفة ، لياتي السؤال الهام فمن يصلح إذن في ادارة الوزارة ؟؟
من هنا يأتي سؤال علي شاكلته من إذن الأجدر برئاسة مجلس الوزراء السوداني ؟؟؟ وبلادنا تعج بالكفاءات والخبرات الادارية !!!!
* نظر الكثيرين الي د. عبدالله حمدوك انه نبيلا باعترافه بالفشل وخوفه من الاستمرار فيه ، واخرين يصفونه بالماسونية وبيع السودان في سوق النخاسة الغربية وفرحوا باستقالته ومغادرته التي تعتبر آخر طلقة لقوي اليسار ، ولجان المقاومة تصفه بالخائن لاتفاقه مع المكون العسكري ، علي الرغم من تباين الآراء. حوله إلا انه سطرا للتاريخ موقفا قويا ليصبح أول رئيس مجلس وزراء يقدم استقالته منذ الاستقلال ، ليرثي قيمة جديدة يمكن أن تمارس في العمل السياسي القادم .
* دعونا نعترف ان الحكومة الانتقالية فشلت في انتقائية الاشخاص وتبحث الان عن كقاءات تعلنها في الحكومة القادمة ، لياتي السؤال الهام ماهي مبادئ ومقومات الاختيار ؟؟؟ ونحن نلاحظ الكفاءة هي عدم الكفاءة فنجد ان كثيرين من الاطباء فشلوا كوزراء صحة وضباط يفشلون في وزارة العدل وغيرها لذلك نؤكد.ليست التخصصية هي معيار النجاح بقدر المقدرات في الادارة بعلمية ومعرفية وممارسة حقيقية وخبرات تدعم كل المجالات التي تحتاجها البلاد
* ولنجاح الفترة المتبقية لابد من تحقيق الآتي : اولا نتوافق ونتفق ونتحاور ونزيل كل العقبات التي تحول دون تكملة الفترة الانتقالية ، وثانيا : الاعتراف بالاخطاء وتقييم ما مضي من الفترة والبحث عن رؤية وطنية داعمة ، ثالثا : اشراك كافة المكونات الأيديولوجية والسياسية والخبرات الوطنية ، رابعا إعلان العام 2022م عام المحبة والسلام والسماح والتعافي ، واعلان العفو العام ، خامسا : تغيير الخطاب السياسي السابق ولغته الي خطاب يتوافق مع فقه المرحلة الحالية التي تحتاج لاعلان حكومة رشيقة تحسن معاش الناس وتحقق استقرار في ما تبقي من زمن وتسلم الحكم الي حكومة منتخبة يحلم بها الجميع ، والاسراع في تكوين المؤسسات التنفيذية للانتخابات والاجراءات الأزمة لذلك ، سادسا: الدعوة لحوار سوداني سوداني تكون لغة الوطن هي الاولي والاخيرة فيه ، اخيرا لا خير في امة اجتمعت واتفقت على باطل .
دمتم