سوداني نت:
🕳️ تعدّدت أشكال الإستعمار وأنواعه ووسائله في العصر الحديث والشعوب تأكل الطعم دون وعي وحصافه
فتتعدد الأسلحة العصرية للإستعمار كالإستلاب الثقافي والفكري وتنكمش الأسلحة المادية والترسانات الحربية لأشكال الإستعمار
فالعقلية الغربية شئنا أم أبينا فهي تعمل وفق منظومة إستراتيجية متطورة وأهداف بعيدة المدى ورؤية متزنه ومقاصد لتجني آثارها مستقبلا ووفق تقييم وتحليل علمي لبلوغ الآثار والنتائج المستهدفه
فالمستعمر خرج لنفاذ صلاحية إستعمار القوة المادية ولتجزر القيم الإنسانية والخصائص النفسية الرافضة للاستعمار ثم الاستحمار للشعب السوداني
وإستطاعوا بناء عملاء وحكام متماهين مع أدواتهم الجديدة بأساليب الترغيب والترهيب والتمكين على الإرادة الوطنية
فبالفعل دانت لهم بعض الدول المستضعفة داخليا والمتمزقه ايدلوجيا من خلال إشعال بؤر الصراع وإيقاد مواقد الفرقة والشتات والاحتراب ووفق نظرية (فرق تسد)
🕳️ وعلى الشعوب العربية والإسلامية ودول الممانعه أن تتدارك الأمر وان تكون على يقظة وشعور بأدوات الإستعمار الجديدة الظاهرة والباطنة وما خفي منها كان أعظم فتكاً لأن الاستعمار الخفي أشد شراسة ووحشية من الأسلحة الظاهرة وخطورتها تكمن في استمرارية آثارها سنوات طويلة وتحقّق ما عجزت وأخفقت في تحقيقه من خلال الأسلحة الثقيلة والمتطوره
وقد تعدّدت وتنوعت الصور والوسائل التي يتخذها الإستعمار كأدوات للقضاء على أصوات الشعوب وبث الفرقة بين مكونات المجتمع واللعب على وتر التنوع العرقي واللغوي والجهوي والقبائلي وإشاعة مصطلحات النعرات (كالهامش والأقلية والمستضعفين) لزيادة الفتق الاجتماعي
كما يتخذ المستعمر أساليب ترويض الشعوب وتفكيكها لتكون طيعة راضية خانعة تحت سيف المستعمر الذي يصادر الحريات ويغتصب الثروات ويفتت الأمم ويمزق الشعوب ليستعدي بعضهم بعضا عبر الاستعمار الثقافي والفكري ومن خلال أبناء الشعب كعملاء يحفظون سطوة المستعمر وينفذون اجندته لفرض السيطرة والهيمنة ونهب خيراتها وثرواتها
🕳️ وقد خضعت بلادنا للنفوذ الإستعماري وتركو أدواتهم تعمل فيها من خلال أفراداً ومنظمات يؤمنون بفكرهم ونهجهم وقد تدربوا في مدارس الخيانة والإرتزاق لتنفيذ أجندتهم ومخططاتهم ونظم حياتهم ويعملون هؤلاء لتغيير ثوابت ومرتكزات الأمة وخاصة جيل الشباب لافراغهم من منظومة القيم الإجتماعية المتوارثه وبعدهم عن الولاء الوطني للإنبهار بالنمط والمادية الغربية وأيضا من خلال استهداف وتغيير السلوك بتغيير الدساتير والقوانين وتوقيع الإتفاقيات الدولية الهاتكة لقيم وفضائل الأمة (سيداو) ويؤسسون لنظرية التغريب في الأخلاق والسياسة والإقتصاد والإجتماع والتربية والعلوم والمناهج عبر المنظمات الدولية والحقوقية
والتدخل في قضايا الدول لتغذية النزعات الإقليمية والطائفية والعنصرية بذريعة الدفاع عن الأقليات أو بذريعة حماية حقوق الإنسان وقضايا المرأة والطفل وإشاعة مفردات المواكبة والمعاصرة والعولمة وإظهار الحضارة الإسلامية والعربية بالتخلف والرجعية عبر تزكية الصراعات في بنيان المجتمعات المحافظة
فخرج المستعمر من السودان بالأجسام والآليات وجاءو عبر وسائل وآليات أكثر تأثيرا في المجتمع من خلال إستعمار عقولهم وقيمهم ودينهم وأخلاقهم
فبدلا من الإحتفاء والاحتفال بإستقلالنا الكامل لنغني وننشد (اليوم نرفع رآية إستقلالنا) للأسف نظل من جديد نرافع رآية إستعمارنا