سوداني نت:
* أصبح معروفا ان صيغة الحكومة الانتقالية ، فشلت في أداء وظيفتها بصورة مرضية بالسودان ، فالانقلابات التي حدثت خلال الثلاثة سنوات الماضية دلت بوضوح علي عدم رضا الشعب السوداني بذلك مما جعل لغة الشارع هي الحراك الثوري والتظاهرات الداعية الي التغيير والمدنية كمطلب مستمر .
* لقد تم ارجاع فشل الديقراطية في السودان لأسباب عدة ومتنوعة قد تكون منسجمة بعض الشئ لكنها غير متناغمة كما هو في الغرب ، فالديمقراطية غرس بطيئة النمو ، تحتاج الي تربة خصبة خالية من الاستبداد والطغيان علي مر الزمان ، والبحث عن بيئة مهيأة محمية من العوامل السياسية الخارجية التي تعتبر اكبر معوق في اذدهار وتطور ديمقراطية حقيقية بالسودان ، ولتحقيقها يجب ان يكون هنالك تعاون مشترك بين مكونات العمل السياسي بالبلاد ، ونبذ القبلية العنصرية والسياسية ، والشعور بالمسؤولية لتحقيق الارادة المشتركة ، وكما قال ابن خلدون ، عالم الاجتماع الشهير ،( كل عربي يعتبر نفسه جديرا بالحكم) ، ، وبالإضافة للعوامل السوسيولوجية ، و الفسيولوجية السياسية ، كل ذلك ينبا بعدم انتعاش الديمقراطية بالسودان لانه الأسس الاجتماعية والاقتصادية غير قائمة بعد، مثل التنمية الاقتصادية ، قيم التعاون المشتركة وغيرها.
* ولعل ممارسة الديمقراطية في فترة انتقالية يؤكد فشلها ،لاسباب منطقية منها ، غياب القيم الديمقراطية تاريخيا ، والتعقيدات السياسية والبحث عن عدالة اجتماعية وسلام شامل وحرية في دولة تضج بالازمات والتغيرات الأيديولوجية،لذلك يصبح مستحيلا ، وهنالك سبب يعتبر من أهم الاسباب وهو الاستهداف الخارجي المستمر للنيل من السودان و اقتصاديه وموارد والتدخل في شؤونه الداخلية واثارة الفتن بين مكوناته السياسية وزعزعة الاستقرار بكل أجزائه.
* ومن خلال كل ما ذكرت نحتاج الي تحريك الطاقات الفكرية والخبراء في كافة المجالات لاسيما السياسية و الاقتصادية منها ، ونحتاج الي تكافل اجتماعي متين، ورؤية استراتيجية موحدة وإرادة وطنية قوية ، وحراك شعبي كبير نحو التنمية والنماء ونحتاج لقيادة انتقالية تهئ المسرح السياسي لممارسة الدور الديمقراطي الحقيقي في الانتخابات القادمة ، وإعلاء صوت الوطن عاليا لانه ينادينا وبح صوته .