سوداني نت:
كثيرة مداخل الاسف والاسي والفجيعة في الحريق الذي اندلع فجر امس السبت بسوق امدرمان ، التهمت النيران 300 محل تجاري واكلت 850 مليارا و4 ملايين دولار.
اسال الله ان يعين اصحاب (الدكاكين) المحترقة و يعوضهم ويخلف عليهم انه قادر علي رفع الضرر وجبر الكسر، وليس امامهم غير الصبر والاحتساب بعد ان فقدوا بضائعهم ودولاراتهم وملياراتهم، راس المال والارباح ومدخرات السنين كلها صارت رمادا خلال ساعتين من الزمن.
دائما ما يفوت علينا الاعتبار بما يحدث، لا نستفيد من التجارب والحرائق والفواجع الكبيرة بما يكفي لعدم تكرارها مستقبلا.
كثيرا ما علقنا علي ضعف احساسنا بالسلامة العامة والمواصفة المطلوب اشتراطها في اي عمل اونشاط تامينا للارواح وحرصا علي الاموال والممتلكات.
ربما لم يدر بخلد الذين انشاووا هذا السوق ان يفسحوا علي جنبات طريقه الضيق ما يمكن سيارة اطفاء للعبور ، لم يؤمن – العقل القائم علي الجباية والاكثار من ايصالات السداد ونصب الكمائن للمخالفات _ علي الاقل ارواح التجار وسلامة السوق من اي طارئ محتمل.
المواد التي ننشئ منها الاسواق توصيلات الكهرباء ، بيئة السوق، نشاطه كل ذلك لايخضع لادني درجات الاهتمام بالمواصفات والمعايير اللازمة لتفادي الازمات والكوارث.
مازلت ادعو كلما مررت ب(سوق ام درمان العريق) ان لا يحدث امر يضطر الناس الي التدافع ، مشهد يومي يبعث علي الهم والاشفاق، ضيق في المكان، انعدام لمعايير التامين والسلامة، اصرار علي شك الناس علي (طريقة الكبريت ) في مساحات لاتمكنك من التحرك راجلا، مشهد يتكرر يوميا دون ان يكلف السادة المسؤولين الذين تعاقبوا علي امر المحلية عناء التفكير في ما اذا حدث طارئ كيف يمكن ان يكون الحال؟!.
الكارثة الكبرى التي تسال منها البنوك و اساطين الجهاز المصرفي تتمثل في حريق الاموال بالعملتين المحلية والاجنبية، هذه فضيحة تتحمل مسؤوليتها المصارف، لو كان يثق التجار الذين التهمت النيران اموالهم في البنوك لما اضطروا ان يحفظوها في المتاجر وتحت الاسرة، وداخل الخزن المنزلية و في باطن الارض.
مؤسف جدا ان يفقد تاجرا عقله لان النيران اكلت (تحويشة عمره) 12 مليارا من الجنيهات في زمن انعدام العملة المحلية ودخولها (السوق الاسود) ؛ وفضيحة كببيرة ان تظل سمعة الجهاز المصرفي بهذا السوء الذي يجعل المواطن يفر من خزائنه فرار الصحيح من الاجرب، للاسف الشديد فضل ضحايا الحريق اي خيار الا وضع المال في البنك والاسباب معروفة بالطبع.
ماحدث في سوق ام درمان فجر الامس مناسبة ينبغي ان تعيد تفكير التجار في التعامل مع البنوك صاحبة السمعة الطاردة للعملاء ، فالاموال مكانها المصارف مهما حدث، ولكن كيف السبيل لاعادة الثقة في ظل الظروف التي يعلمها الجميع.
نتمني كذلك ان يكون التامين علي المتاجر والبضائع حاضرا في اجراءات الجهات التي تمنح التصاديق لمزاولة العمل في الاسواق، مؤسف ان تضيع كل هذه الاموال دون (تامين) يضمن اعادتها قي حال حدوث الحريق او اية كوارث اخري ، هذه ثقافة ان لم تكن موجودة عند بعض التجار فالاجدي تضمينها في الاجراءات التي تمنح بموجبها تصاديق ممارسة التجارة.
نعم كثيرة مداخل الاسف في حريق ام درمان ، ما لم يروقن كذلك الاصرار علي تاكيد وجود المعتمد في قلب الحدث لحظة الاطفاء ، ماذا كان يفعل سعادته والنيران تلتهم الاسواق دون ان تتمكن قوات الدفاع المدني من الوصول الي الموقع، طغي حضور المعتمد- حسب اخبار المحلية _ علي ايراد التفاصيل المطلوبة في تغطية الحريق للاسف ربما لا يكون هذا خياره لكن التغطية منحتنا الاحساس بان حضور المعتمد ابوشنب كان اهم من الحدث … نسال الله ان يعوض ضحايا الحريق ويعيننا علي الاعتبار بما حدث ، ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.