سوداني نت:
بعد ان اتفقت جميع الأطراف بما فيهم العسكر على فض اعتصام القيادة العامة في عام 2019 م كان هنالك اجراءا واحدا فقط يجب ان يطلبه العسكر من الفعاليات السياسية المدنية …
ذلك الإجراء هو ان يامر السياسيون أعضاءهم و قواعدهم بالانسحاب من الموقع و يقوموا بتبشير هذه القواعد بالاتفاق المبرم و تنتهي القضية …
هذا ان كانت للأحزاب السياسية قواعد تأتمر بأمرها و تستجيب لطلباتها فان لم تقبل الاحزاب هذا الشرط لفض الاعتصام فلا داعي لشراكتها البتة لانها لا تمتلك القاعدة العظمي التي تمثل الاعتصام و تمتثل للطاعة …
و الحقيقة التي يجب ان نقر بها نحن جميعا هي ان مكونات قوى الحرية و التغيير لا تمتلك ثوار القيادة العامة و ليس لها عليهم سلطان و لا يستثنى من ذلك الا حزب الامة اذ امر قواعده بالانسحاب …
و الحقيقة الثانية ان الجانب العسكري كان قليل الخبرة عديم الحنكة فوقع في شرك عملية فض الاعتصام و كان الواجب عليه ان يربط شراكته مع المدنيين بسحب قواعدهم من امام القيادة العامة بعد اذ اقروا ووقعوا جميعا على فض الاعتصام بالقوة …
وذلك وحده كفيل بتعرية السياسيين المدنيين امام الثوار و امام الشعب السوداني و كفيل بفضحهم امام أنفسهم اذ ان لا قاعدة لهم و لا مستجيب لتعليماتهم و بالتالي ترجع الثورة للثوار الحقيقيين بمختلف تشكيلاتهم داخل الاعتصام …
قد يقول قائل بان قوى الحرية و التغيير لم تلجأ الى الانسحاب و اخلاء موقع الاعتصام سلميا لأنها تريد ان تصنع كرتا جديدا تهدد به العسكر لاحقا فدفعتهم لتنفيذ فض الاعتصام باستخدام القوة و اراقة الدماء …
و ردي على ذلك بسيط هو لماذا اذن ورطت نفسها في توقيع فض الاعتصام ألم يكن هذا كرت بيد الجيش لم يحن وقت استخدامه ؟ هل نسيت قوى الحرية و التغيير توثيق اجتماعها مع الجهات الامنية بخصوص عملية الفض و أمنت شر التسجيل الصوتي و الفيديوهات الخاصة به و نسيت انها تتعامل مع جهابذة المعلومات الامنية و الاستخباراتية ؟
ارى ان كل طرف من أطراف صفقة فض الاعتصام ساق الاخر الى العار و الى تقزم شخصه امام القضية الوطنية و أرى أن هنالك جهات ضحكت على الجميع لتلعب بعد ذلك لعباتها السياسية القذرة في استعمار البلاد و استعباد قادتها الجدد …