سوداني نت:
كثير من الناس يخلط مفهوم الدولة و الحكومة و يجعلهما مترادفتين في المعنى وهذا مفهوم خاطئ تماما إذ أن الدولة لا تعني الحكومة و الحكومة لا تعني الدولة و كل كلمة من الكلمتين لها مدلول اخر …
فالدولة في تعريفها الشايع و البسيط تعني مجتمعات بشرية على رقعة جغرافية ويتوافقون على حكومة ذات نظام سياسي يحقق السيادة و يحفظ الامن و يسعى الى الرفاه …
و بهذا التعريف تتكون الدولة من ثلاث عناصر و هي الشعب و الرقعة الجغرافية و الحكومة …
فالحكومة التي تعني السلطة بوسائلها المختلفة و نظامها السياسي المتعارف عليه ما هي إلا عنصر من عناصر الدولة الثلاث …
و العلمانية تريد إبعاد الدين عن الشعب و عن الارض و عن الحكومة ( عناصر الدولة الثلاثة ) و تجعل مصادر التشريع بيد النخب السياسية الغالبة أو المهيمنة يصيغونها كيفما شاؤوا شرطا ألا تستمد من الدين شرائعها …
و العدالة السماوية عبر رسالاتها المتعاقبة كلها تنظم هذه العلاقات الثلاث و لكنها اكتملت بالإسلام الدين الكامل الشامل اذ نظم علاقة البشر تنظيما دقيقا و شاملا يبدا من النفس التي بين جنبي الانسان ثم تتسع شبكة العلاقات فتشمل الانسان و البيئة و الانسان و الارض و الانسان و الانسان و الانسان ادارة تفاعل الحاجيات و المصالح …
لم يترك الاسلام علاقة الا و وضع لها تشريعا عادلا حتى علاقة الانسان بالحشرات و الأموات و الحيوان و النبات و القيم و الاخلاق والفن و جودة الادارة في السلطة ومؤسساتها وو ضع تشريعا متكاملا في صناعة الإخلاص و الرقابة و بناء الاستقامة …
ولم يكن هنالك دين متكامل يسع الحياة كلها قديمها و حديثها مثل الاسلام و لذلك يحاربونه برغم من انهم يعرفون حاجتهم له و يحاربونه خوفا من سعته و الحق الذي جاء به و العدل الذي دعا له …
و محاربة الاسلام نفسها دعوة له و عامل مساعد على انتشاره في أروبا و امريكا خصوصا اذ ان التضييق على المسلمين في بلدانهم بالفقر و الحروب ادى الى هجرات المسلمين الى تلك القارات حاملين معهم رسالة العدل و سماحة الاسلام فانتشر انتشاراً سريعا و واسعا في بلدات اعدائه …
و الحق انه لا خوف على الاسلام و لكن الخوف على مسلمي الفطرة و مسلمي مسيلمة الكذاب الذين يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم و لكن الله كتب الغلبة له و لرسله من خلائف المسلمين فليبشر الصابرون …