سوداني نت:
المصالحة الوطنية التي ينشدها الوطن هي خلاف تلك التي يتحدث عنها ساسة بلادي و قيادات أحزابها الحديثة و التقليدية ولا فرق بينهم إن كانوا في المعارضة أو كانوا هم الحكام …
و المتتبع لتصريحاتهم وممارساتهم ( القول و الفعل ) منذ الاستقلال و حتى الان يقرأ واقعا بئيسا في السياسة السودانية لا يخدم الأجندة الوطنية …
إذ انصب كل الصراع على بقاء الحاكم حاكما و المعارض عدوا للحاكم و يسعى كل طرف لإلحاق الاخر هزيمة لا يقوى من بعدها على اختطاف كأس الحكم …
جاءت الإنقاذ بخطابها الديني فكانت هي وحدها ( كوم ) و ذهبت احزاب المعارضة التي كانت على عرش الحكم آنذاك الى ( الكوم ) الاخر و احتدم الصراع بينهما دون أي اخلاق تراعي الوطن أو حتى تخشى استخدام اسلحتها هذه ضدها في يوم من الأيام إذا ما نالت مقصدها أو فقدت مقعدها …
و سنة الله في تداول الأيام أتت اليوم بمعارضة الامس حاكمة على عرش السياسة السودانية لتنتهج نهج الإنقاذ في التمكين و سياسة الدولة و تغيير المجتمع لا من أجل الوطن و تنمية تطوره ولكن من اجل احتكار السلطة و القضاء على الخصوم كما فعلت الإنقاذ تماما …
و الصراع على السلطة لم يبق عقلا سياسيا يفكر في الفكاك من هذه الدائرة و التحول الى قضايا الوطن الكبرى و حتى قضايا المصالحات الوطنية التي تطرح من حين لآخر لم تكن إلا تكتيكا سياسيا سرعان ما تنتهي مرحلتها و يموت الحديث عنها …
و الشركاء المتشاكسون جميعهم يعلم أن التحول الحقيقي لا يبدأ إلا من منصة الوحدة الوطنية و الاتفاق الشامل و الكامل على دستور دائم للبلاد و لكنهم و للاسف توارثوا ذاك التشاكس و أورثته لعقبهم و دارت عليه ثقافة الصراع و آداب الاختلاف …
لا أرى عملا الان تمارسه الحكومة الانتقالية و حواضنها الساسية يؤدي إلى المخرج الحق إذ أن كل سياساتها عبارة عن تكرار حرفي ٍ لما سبقها من ممارسات أنظمة و حكومات سابقة …
و رسالتي للنخب السياسية جميعها ان ضعوا الوطن اولا و اجعلوا الصراع من أجله و انطلقوا من منصاته هو فقط و غيروا طرق افكاركم و أنظمة احزابهم حتى تحدثوا التغيير الأفضل ايها الأفاضل …