سوداني نت:
من علامات و مظاهر الدولة المتقدمة النظر إلى بُنيتها التحتية وهي المقياس و المعيار الحقيقي الذي يجعلها في مصاف التقدم و الرُقي المجتمعي .. و تظل الطرق الداخلية و الخارجية هي العين التي تلفت النظر للحكم على مستوى تلك الدولة .
بالأمس سافرت إلى الشمالية [ القرير .. الصفا] عبر طريق شريان الشمال ، وذلك لتقديم واجب العزاء فى وفاة إحدى عماتنا رحمها الله ، وبالفعل قارنت السفر زمان باللوارى عبر هذا الطريق والرمال والقيزان وقوز ابو ضلوع والمبيت يومين وتلاته ، ولكن اليوم الطريق المسفلت إختصر هذه المسافة واختفت العقبات التي كانت ماثلة في قوز *ابوضلوع* ورمال اوسلى وغيرها وتمكنا من الوصول لقريتنا الصفا بالقرير بعد ثلاث ساعات ونصف فقط وبالتأكيد هذا شى طيب ويسر البال ، ولكننى بالمقابل أعيب على الجهات المسؤوله من هذا الطريق وأظنها هيئة الطرق والكبارى ، لأن هذا الطريق وفى بعض من أجزائه تغطيه رمال في أماكن متفرقة ، وهذا بالتأكيد فيه خطوره للعربات بل من الممكن تتسبب حوادث خطيره جراء هذه الرمال الزاحفه على الطريق ، وهناك ايضا حُفر كثيره وفى اماكن متفرقه أيضا لا يحسب لها السائق حساب وبالفعل سيارتى وقعت فى حُفره عميقه ولو لا لطف الله لحدث مالا تحمد عقباه .
الحق يقال : الطريق ردئ جدا وواضح أن الطريق لم تجرى له صيانة منذ أمد بعيد، و الدليل وجود عدد كبير من الحفر على امتداده وبهذه الكيفيه يعرض حياة الناس للخطر ، وأيضا يسبب في إحداث أعطال للسيارات مما يكلف الناس الكثير من الوقت والمال في سبيل الوصول إلى البلد او العوده منها ، والأسوأ وأمر” يقولون : أن الكثيرين من المسؤولين يمرون عبر هذا الطريق ولكنهم لم يحركوا ساكناً وهذا خطأ ، فكيف يستطيع أي مسؤول ، لا يقوم بواجبه، أن يخرج من بيته، ويستقل سيارته، ويمر بهذا الطريق ولا يصلح المعوج ، فهذا لا يستحق هذا المنصب .. يؤلمنى جداً أن فصل الخريف تبقى له ثلاثة شهور فقط ويطرق الأبواب و سوف تشتد المعاناة فى الطريق حيث أن الناس سيتخوفون من الوقوع في الحفر المنتشرة على طول الطريق ، ولا ننسى زحف الرمال وربما تقطع الطريق في عدد من المواقع ، حينها ربما تقع حوادث سير نتيجة للكثبان الرملية ، وكل ذلك ربما يحدث لا قدر الله ،، حينها لا ينفع عض بنان الندم ، في ظل ضعف متابعة ومراقبة جهات الاختصاص لزحف الرمال و الحُفر الكثيره على جانبى الطريق وفى منتصفه ..
اتمنى من جهات الإختصاص ان تنظر لهذا الطريق وتعطيه الأولوية لأن السفر من المفترض ان يكون نعمة وليس نقمة ولا بد من اللوحات الإرشادية بجانب الصيانه الدوريه له حتى ينعم المسافر بالراحة .
ومن الحصافة و الدهاء و الحِكمة أن يبدأ الإنسان من حيث وقف الذي قبله ليواصل السير و المسير .. لا ننكر أن الطريق من أم درمان إلى الشمالية كان في عهد سابق و من باب الأمانة و المسؤولية المجتمعية يجب العمل فوراً لصيانة ذلك الطريق و بقية الطرق التي تربط بين العاصمة و الولايات و مما شاهدته بأم عيني لطريق شريان الشمال إنه فعلاً في حوجة ماسة لشريان ووريد ( صيانة مستدامة) تعيد إلى قلبه نبض الحياة حتى ينعم مستخدم الطريق بالأمان من الوقوع في الحفر المغطاة بعامل الزحف الصحراوي و رماله ذات الحركة المفرطة.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد .