سوداني نت:
بعد ان انطفأت الفتنة بين قبيلتي الكواهلة و البطاحين الشقيقتين في شرق النيل و التي أبرزت فيها الإدارات الأهلية المتمثلة في زعامات الجعليين و الشكرية و رفاعة الهوي و العبابدة و العبدلاب مهارة واضحة في التفاوض و كللت بعد مجهودات مضنية بالصفح الجميل و الرضا التمام بيهن أطراف النزاع و أطراف المصالحات نفسها فإذا بولاية الخرطوم تصدر أمراً باعتقال احد زعماء الكواهلة في المنطقة الزعيم الأمين عبدالله علي الرادو …
مما اثار التوتر مرة اخرى و بث نفسا عنصريا من نوع اخر لم يكن موجودا من قبل اذ تداعت القبيلة من كافة أنحاء البلاد و اعتبرت ان الحكومة هي السبب الرئيس وراء فتنتها مع أحبابها الطباحين الذين لم تكن بينهم إلا المودة و القربى و النسب و تسابقه الخيرات …
و الامن الحقيقي ليس ان تصدر الحكومة أوامر الاستدعاء او الاعتقالات التحفظية و ليس ان تظهر القوة و تضرب البنبان على منازل الأطفال و الشيوخ و النساء كما شهدت بذلك وفود قبائل الصلح فالأمن الحقيقي أن تنزل الدولة الناس منازلهم و تقف موقف الحياد و العدل …
و موقف الولاية إن لم يكن محلا للاستفهام الكبير فهو لم يكن موفقا البتة و كان يجب عليها ان تقود المصالحات بنفسها و تبذر المحبة و السلام بنفسها و تشكل لجانا من الطرفين لازكاء روح الاخاء و إقامة التنمية المشتركة بنفسها و كان يجب عليها تجعل من تلك الحادثة محطة كبرى للتحول الاجتماعي و قتل العصبية المقيتة و تحويل القبلية الى اداة للنماء و الاخاء و التقوى …
نسال الله ان يؤتينا الحكمة و من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا و جزى الله الزعماء الأهليين خير الجزاء فهم اصحاب المكانة واجبة الاحترام و هم اصحاب الحكمة و السلام …