سوداني نت:
فيديوهات انشطار الحركات المسلحة تنتشر بسرعة كبيرة جدا داخل مواقع التواصل الاجتماعي ثم تاخذ طريقها للهواتف الذكية و يتناقلها الناس كمهددات للأمن الداخلي …
تم تسجيلها داخل الخرطوم و تم بثها من داخل الخرطوم وهي في نفس الوقت تهدف الى زعزعة الامن و الاستقرار داخل الخرطوم …
اضافة الى هذه الفيديوهات قامت كتل سياسية و اجتماعية كبرى تندد باتفاقية جوبا للسلام و ترفض مساراتها و تعلن مقاومتها بكافة السبل …
إذ وقع اكثر من ( 15 ) كيان سياسي و قبلي يوم الثلاثاء الماضي منهم المجلس الأعلى لنظارات البجا و منبر البطانة الحر و نظارة الكواهلة بشرق النيل و تجمع شرق السودان و تحالف الشمال للعدالة و تحالف الوسط و الجبهة القومية لابناء جنوب كردفان و جبهة اسود النيلين و نظارة عموم رفاعة الهوي و عدد من الكيانات السياسية و المطلبية و القبيلة وقعت كل هذه المجموعات بيانا مشتركا ترفض فيه مسارات الشرق و الوسط و الشمال باتفاقية جوبا للسلام …
و الحدث الثالث ان امام الانصار رئيس حزب الامة السيد الصادق المهدي أبدى نحو ( 22 ) ملاحظة على اتفاق جوبا داعيا الى عدم إغلاقه و ألا يعتبر اتفاقا نهائيا و تبدو هذه الملاحظات بمثابة اعتراضا ضمنيا على الاتفاق …
وفي الصعيد الخارجي حيث تدور الحرب الإثيوبية على الحدود السودانية و رأي الإثيوبيين في دور السودان و مصر في تلك الحرب …
اذا قمنا بتجميع هذه الأحداث و ما يضاف اليها من نتائج الانتخابات الامريكية ورفع دعم الوقود و السلع الاستهلاكية فسنجد أن السودان مقبل على مرحلة حرجة جدا إن لم يتدخل العقلاء لتلافي الحرب قبل وقوعها …
فاتفاقية جوبا ان عالجت اشكاليات بعض الحركات المسلحة فقد زرعت الغاما لا تقل خطرا عن خطر الغام بروتوكولات ابيي و جنوب كردفان وجبال و النيل الأزرق مما ورد في اتفاقية مشاكوس …
بل ان الألغام التي زرعتها اتفاقية جوبا اكبر و اكثر بكثير عن الغام اتفاقية السلام الشامل التي أدت الى انفصال الجنوب و ادخال الحرب الى تلك المناطق …
خطر الحرب الان يتهدد الخرطوم نفسها و يزرع التفرقة بين ابناء الوطن الواحد كما راينا بوادر النزاع تنبعث من مؤتمر الكنابي و قيام الكيانات الشرقية و الوسطية و الشمالية و كيان سكان العاصمة القومية اصحاب الارض …
و امام الحكومة الانتقالية و المجلس السيادي خياران فقط لا ثالث لهما لتفادي قيام الحرب الأهلية و انهيار الدولة وهي امام استيعاب الكل في حكم البلاد بصيغ توافقية عادلة و بآلية سودانية صرفة و إما أن يتسلم الجيش تسيير البلاد إلى أن يصل السياسيون لمعادلة الحكم العادل …