سوداني نت:
ظل هذا الاسم يطلق على الحزب الذي ظل يتراسه المفكر الشيخ حسن الترابي ولها تاريخ ومسميات عديدة وقد انفصلت بفكرها وقيادتها عن الاخوان المسلمين في مصر لتكون لها قيادتها المستقلة ولكنها ظلت في حالة تواصل عالمي ولن اتناول تاريخها او تعريفها ولكن ساتحدث بشكل رئيسي عن ملامح من الواقع الحالي للحركة التي قادها الدكتور الترابي تحت مسميات عديدة حتى وصولها لكرسي الحكم ومن ثم انفصالها الى تيارين حاكم ومعارض وساتناول على وجه الخصوص الوجه الحاكم منها اذا (صح التعبير) فقد احتفظ الحزب الحاكم بمسمى الحركة الاسلامية ككيان خاص بداخله حيث ان كل حركة الاسلامية مؤتمر وطني وليس كل مؤتمر وطني حركة اسلامية فتعريف المؤتمر الوطني هو (كيان جامع) بمعني لكل التيارات والجماعات والافراد سواء مسلمين اوغير مسلمين وقد احتفظ الحزب الحاكم بهذا الكيان حتى ينجو من الاتهام بانه تنازل عن مبادئه وضمان عدم تسرب عضويته الملتزمة بمبادئ الحركة الاسلامية وفي الفترة الاخيرة وبعد ان علت الاصوات المنادية بضرورة الرجوع لمبادئ التربية وغيرها من المبادئ السامية التي كانت تنادي بها الحركة الاسلامية واصبح الحزب الحاكم اكثر خشية ان يتكون حزب تحت هذا المسمى الجاذب هذه الايام في اطار ثورات الربيع العربي التي قادتها التيارات الاسلامية سيما وان الشيخ الترابي اكثر القيادات الاسلامية المؤثرة في الساحة ودائما ما نجد ان تصريحاته تكون في دائرة اهتمام الحزب الحاكم خلاف الشخصيات لاخرى ونجد في كثير من حواراته القديمة جداً والجديدة انه ظل يضع امله في الشعوب ويقول انها لم تقل كلمتها بعد كما انني لم اتعجب للاصوات المناديةبضرورة الرجوع لمبادئ الحركة الاسلامية فقد قرات حوار في مجلة الامة اجراه الشيخ عمر عبيد حسنة مع الدكتور الترابي في العام 1985 فساله عن مايخشاه في حال وصول الحركة الاسلامية للسلطة فقال “وهنا لا انقل عنه ما قاله حرفياً “ولكنه قال فيما معناه انه يخشى عليها من عدم تفهمها لدخول المجتمع اليها بكافة افكاره وثقافاته واختلافاته فتحاول الرجوع لتنغلق خشية من فقدان وجودها في السلطة والاحساس بان ماهو ملكها يمكن ان يؤخذ منها فهذا التقدير الذكي والتحليل الفكري المتميز اثار دهشتي فعضوية الحركة الاسلامية داخل الحزب الحاكم وخارجه منذ ان رات ثورة الربيع العربي اتاها احساس بان لابد من عودة للحركة الاسلامية تحت هذا المسمى لساحة العمل السياسي ويكاد البعض ان ينطق بلسان الجهر (الثورة سرقت )والسؤال الذي يطرح نفسه كم من عضوية الحركة الاسلامية التي قادت هذه الثورة لديه قناعة ان هذه الحكومة مازالت حكومة الجبهة التي نفذت انقلاب ؟ وكم منهم لديه قناعة ان وجود الرئيس البشير وبعض الوجوه الاسلامية في قيادتها يجعلها تحتفظ بحق انها امتداد لثورة الاسلاميين ؟ هذه التساؤلات لم اطرحها وحدي بل يطرحها كل من انتمى للحركة الاسلامية وانتمى لمبادئها فالبرنامج المطروح من المؤتمر الوطني برنامج لا يحمل رؤى فكرية للدولة وانما هي برامج تنفيذية لمسايرة واقع الحال والمعاش ولكنه لا يحمل رؤية عميقة تجعلك في حالة يقين ان هذه الدولة لها رؤية فكرية او طابع فكري او مبنية بالواضح كدة ( على فهم ) انما رزق اليوم باليوم يعني انا كمواطن سوداني يجب يجب ان اعرف اين نحن وماذا نريد ان نكون في اطار هذا العالم المتحرك والمتغير وهل سنظل ندور حول ماكينة تاكلت تروسها ونظل عالقين في ذات القضايا نظام الحكم وتوزيع الثروة والتهميش والانصاف والعدالة وحركات مسلحة واتفاقيات تعقد ثم تنقض وهلمجرا واحيانا اقول لما لايستقيل البشير من هذا الحزب فقناعة الناس به كفرد اكبر من قناعتهم به كحزب لما لايقود ثورة تصحيحة بهذه الحكومة الوطنية تقوم بعدها انتخابات مبكرة ربما يتيح للمؤتمر الوطني فرصة تاريخية للعيش خارج جلباب الحكومة فيصلح حاله والحل لن يكون في التغيرات الهيكلية فقط بل بضرورة فصل هياكل الحزب عن هيكل الدولة لاننا نجد ان رئيس الحزب بالولايةهو الوالي ورئيس الدولة هو رئيس الحزب هذه الجمع له خطورته في جعل مقاليد ادراة شئون الدولة والحزب في يد من يمتلك القوة ولن تكون هناك شورى حقيقة
*اكتوبر 2012*