سوداني نت:
الذي يتطلع الى المعالي و يتوق للأمجاد لا يرهن قراره لغير شعبه و لا يدور في أفلاك الدول التي تسعي لدورانه و تصنع لذلك الأزمات …
الذي يتطلع الى المعالي و بناء الأمجاد لا يستقوى الا بشعبه و لا يهتم الا بشعبه و لا يتولى الا شعبه و هو في ذلك يعلم علم اليقين ان تلك الولاية هي ولاية الله الحق …
و حقيقة التطبيع مع اسرائيل تعني الأزعان لشروط التبعية الامريكية و القبول التام لتنفيذ اوامرها مهما تكون و كيفما تكون و يعني التنازل عن السيادة الوطنية لصالح السيادة الامريكية و يعني ايضا تقديم واجبات الطاعة على حقوق الطاعة …
و ذلك يقود الى تصادم الحكومة الانتقالية مع الشعب الرافض للازلال و قبول الدونية مقابل العيش …
و اعتراضات صفقة التطبيع لن تقوم بها فقط النخب المثقفة و السياسيون و إنما سيصنع ثورتها كل الشعب متمثلا في مساجده و نواديه و مؤسساته ووحدات عمله المختلفة …
لأن اعتراض التطبيع مع اسرائيل اصبح ثقافة للشعب السوداني قبل ان يوضع قانونا في عام 1958 م الذي سمي بقانون مقاطعة اسرائيل وهو ساري المفعول حتى يومنا هذا و لم يات برلمان يسقطه و ايضا الاعتراض على التطبيع مع اسرائيل ظل ثقافة يقينية للسودانيين قبل لاءات الخرطوم الثلاث عام 1967 م التي يعتز بها السودانيون منذ ذلك الوقت و حتى الان …
و خطاب ( نتن ياهو ) بالأمس يحمل فرحة عارمة بالانتصار على الكرامة السودانية حيث افتخر بان الخرطوم ذات اللاءات الثلاث اصبحت ذات نعم و نعم دون مقابل …
و التطبيع بهذه الحالة اصبح تركيعا يشهد بإذلاله القاصي و الداني وذلك ما لن يرتضيه شعب مثل الشعب السوداني و سيكون اثره بالغا على الحكومة بزلزلة الارض من تحتها و حتى اذا ادى الى تقسيم السودان في هذا الوضع الهش و تلك هي الخطة ( ب ) للمعسكر الغربي من مخطط تقسيم البلاد …
فلا يظن أولو الفكر الضحل و التنبؤ الخاطئ ان ما بعد التطبيع مع اسرائيل سيكون السلام و الرفاه بل الوضع في السنين القادمة سيكون كارثيا على البلاد فمن حيث الاقتصاد فسيكون الدمار هائلا حيث ستعمل الحكومة بوصفات البنك الدولي القاضية بالتحرير الكامل و رفع الدعم و ذلك لن يتماشى حاليا مع وضع المجتمع السوداني …
و كل عناصر الدكتاتورية الان اكتملت و هي تتمثل في الكبرياء الذي لبسته الحكومة الانتقالية من رفع اسم السودان من قايمة و الدول الراعية للارهاب و في الكبرياء الذي كساها إياه التطبيع مع اسرائيل و تتمثل في طمع المحافظة على الكرسي و الخوف من المحاسبة …
هذه العناصر الأربعة ستخلق دكتاتورية قادمة تؤدي في محصلتها الى غبن سياسي و اجتماعي تدفع على اثره البلاد تراجعا كبيرا او انهيارا مريعا يأتي من بعده تمزيق الوطن لا سمح الله …
و الخدعة التي حاكتها الحكومة لتخدير الشعب عن ردة فعله لن تمشي عليه بدليل غليان الشارع الان و لن تفوت هذه الخدعة على الأمريكان اذا أرادت الحكومة ان تخرج بها من المأزق الحالي و تلتف على الشروط الامريكية لرفع السودان من قائمتها الإرهابية …
حيث ارجأت الحكومة تنفيذ اتفاق التطبيع مع اسرائيل الى البرلمان السوداني المزمع تكوينه من حاضنة الحكومة و من القوى الاخرى بنسب وردت في الوثيقة الدستورية و يجري الان التفاوض لتغيير تلك النسب بعد اتفاقية جوبا السلام …
فان جاء قرار البرلمان بالرفض وذلك الاحتمال الأكبر فسيكون الرد الأمريكي قويا و عنيفا اذ ان الخديعة لا تتناسب مع دولة عظيمة مثل امريكا …
و نواصل