سوداني نت:
في عام ( 1967 ) اجتمع العرب في العاصمة الراقية جدا آنذاك وعروس العواصم العربية الخرطوم وخلصوا في امر اسرائيل الى لاءات ثلاث و هي ( لا اعتراف بإسرائيل ، لا مفاوضات مع اسرائيل ، لا سلام مع اسرائيل ) …
ولكن العرب يكونوا صادقين فلم يلتزموا بتلك اللاءات حيث وقعت سوريا عام 1974 اتفاقية فك الاشتباك مع اسرائيل و تلتها في ذلك مصر اذ وقعت مع الدولة العبرية اول اتفاق سلام عام 1979 عرف باتفاق كامبديفد و لم تكن الخرطوم بعيدة عن ذلك الاتفاق بل وسمحت الخرطوم عام 1984 بترحيل اليهود الفلاشا من أراضيها الى اسرائيل مقابل فقط 200 مليون دولار …
قامت الأردن عام 1994 م بتوقيع معاهدة سلام مع اسرائيل عرفت باتفاقية وادي عربة و تلتها بعد ذلك موريتانيا عام 1999 و لكن الموريتانيين اوقفوا هذا الاتفاق ردا على حرب الإبادة في غزة عام 2009 م …
وتوالى التهافت العربي نحو اسرائيل حيث تم توقيع اتفاق البحرين مع اليهود في اقل من شهر من الاتفاق الإماراتي اليهودي هذا العام الجاري …
و لم يسلم الفلسطينيون أنفسهم من كسر لاءات الخرطوم الثلاث اذ جرى بينهم وبين محتلهم كثير من التفاوض و الاتفاقيات اولها كان اتفاق أوسلو عام 1993 ثم اتفاقية غزة اريحا 1994 و معاهدة طابا 1995 و مفاوضات خارطة الطريق 2002 و اتفاقية المعابر 2005 …
هذه كلها اتفاقيات معلنة وان لم تكن منشورة لتضطلع عليها الشعوب و لكن في الخفاء هنالك صمت عربي تجاه ممارسات اسرائيل ويدل ذلك الصمت على مفاهمات سرية تفسح الطريق لإسرائيل للتقدم نحو أهدافها في المنطقة العربية ككل …
و الملاحظة الثانية ان الولايات المتحدة الامريكية هي الداعم و المحرك الرئيس لكل اتفاقيات العرب و اسرائيل و لم تكن غائبة في اي من تلك المعاهدات …
وكما كانت امريكا الفاعل الاول في العلاقات العربية الاسرائيلية هاهي اليوم تقود الخرطوم رغم انفها الى توقيع اتفاق مع تل ابيب دون مقابل او بثمن ( الالفا ) الذي يتستر عن زميله الطالب مقابل ماديات يجدها عنده في فسحة الفطور …
و يبدو ان الجحر الذي لدغ فيه الرئيس نميري ( الفلاشا ) و الرئيس البشير ( اتفاقية السلام الشامل و فصل الجنوب ) سيلدغ منه البرهان و صاحبه حمدوك و سيتم تطبيع العلاقات السودانية الاسرائيلية قبل منتصف اكتوبر موعد رفع اسم السودان من قايمة الدول الراعية للارهاب و لربما لن يتم ذلك وربما تصنع امريكا كرت ضغط اخر على الخرطوم ان صدقت و رفعت اسمها من تلك القائمة اللعينة تكون العن منها …
والحقيقة ان لا احد يرفض السلام العادل و الاتفاقيات العادلة مع اي دولة في العالم ولكن المتتبع لاتفاقيات اسرائيل و العرب يجد انها كلها اتفاقيات مجحفة تحقق مصالح الشعب اليهودي على حساب الشعوب العربية و تعكس مدى الضعف العربي و الذل الذي يعيشه برغم من امكانياته المادية الضخمة و العدد السكاني الهائل لعرقيته …
و عندما يرفض السودانيون اي اتفاق مع اسرائيل ليس معنى ذلك وقوفهم عاطفيا مع الفلسطينيين وانما ذلك الرفض نابع عن دراسة للعهد اليهودي الغادر و الماكر عبر جميع اتفاقياته مع العرب و نابع عن انفة السوداني الذي لا ينكسر لطامع او عدو …