سوداني نت:
العيد في ديار الشايقية هو الفرح العارم، فيه يمم من أخرجتهم المعايش إلى العاصمة واقاصي السودان صوب أرض الشمال، فكم من زوجين كان العيد سببا لتلاقيهما ورصف الطريق والمسار، وشاعرنا كان عيده عيدين، يوم أن جاء القمر بحسنه وضيائه و(جلس فوق السرير)، يومها هشت زهور البيت وبكت الورود بدموع الفرح، وزغردت فيه الدواخل، وهو الذي اعتاد حبس مشاعره وسجنها، أذ التفوه بالحب في دياره خروج عن التقاليد وأقلال بالأدب، دخل شاعرنا وخرج، ثم عاد حتى يتسنّى له النظر إلى قمره الذي أهلّ، وكم رقص قلبه وازدان العيد عندما قالت بصوتها الرخيم: كل عام وانتم بخير …
يالنظراتها، فيها طفولة وبراءة، كيف لا وهي النقية التقية، وقف من دون (الصالة) يتشاغل بأصلاح شئ وبصره هناك يدور في فلك القمر، ماأجمل سمتها الملائكي، وماأندى وجهها المنير، وما أجمل خصلات شعرها وهي تنساب مثل ماء الغدير لتحكي عن ليل بهيم يشبه لياليه الطوال التي عاشها وهو يجتر صورتها وصوتها، فليته يجد الفرصة ليجلس أليها ويصارحها بحبه، لكن دون ذلك خرت القتاد…
إنه يخشى لوم أهله، فهو لم يزل صغيرا على الزواج، ثم من أين له الصرف على نفسه و عليها؟!
وفجأة، قرر أن يعمد ألى ورقة وقلم ليبثها لواعج نفسه لعل الكلمات توصل لها مراده، فسكب فيها كل حبه وشوقه، وحمّلها كل التباريح، ثم غالبته دمعة حرّى أبت ألّا أن تندس بين طيات وريقته، ثم طواها وأرسلها وهو يمني النفس بأن تكون (جواز مرور لحبه)…
انّه شاعرنا القامة عبدالله محمد خير، ليأتى من بعده قامة أخرى وهو صديق أحمد، فبث في كلماته روحا أخرى، فساهم في تشكيل وجدان اجيال وبلورة المشاعر…
العيد المضى
طولت شايل الذكرى في عيني للعيـد المضـي
طـولـت بحـسـب فــي نـجـوم اللـيـل
وأقـــدر فـــي مـسـاحـات الـفـضـا
وأغصـب مشاعـرى علـي الألـم وأروضـا
واتمني لو لحظاتنا ديك تسمح ظروفنـا نعوضـا
وتجمعني بالحسن الرفض أفكاري كان بيعارضا
يمكن قبل نتبادل الحب الشريـف يمكـن رضـا
تمـضـي السنـيـن وتمـضـي الـشـهـور
واتمنى لو كان تمـت الأيـام وانتهـت السنيـن
والـكــون وقـــف خـــلا المـسـيـر
كــان قلـبـي فـتـش عـــن نـصـيـر
خــفــف عــذابـــات الـضـمـيــر
ومــن قـبـل مــا أصــل المـصـيـر
الفيهـو قلـبـي المحـتـرق فـكـر كتـيـر
اتــذكـــر الـعــيــد الـمــضــى
يــوم بيتـنـا أصـبــح كـلــو خـيــر
يــوم كـنــا بـــي نـشــوة فـــرح
دايريـن نطيـر يـوم القـمـر فــي بيتـنـا
مـتـواضـع قـعــد فـــوق الـسـريـر
وقــال كــل عــام وانـتــم بـخـيـر
نظراتـو كـان زي بسمـة الطفـل الغـريـر
وخصلات شعر تنسـاب متـل مويـة الغديـر
وحبـات نهـودو الطعنـن فــوق الصـديـر
حــاولــت بـيــهــن اسـتـجـيــر
مـن العيـون التايهـه والخصـر الصغـيـر
من الشفاه العطشى والوجه المنير مـن السعيـر
ومرت ليالي طوال علىّ وطأت غرامك ما بتخف
حاولـت أصارحـك وليـك بالبـي اعـتـرف
فـكــرت أكـتــب لـيــك رســائــل
بـي دموعـي المـا بتجـف مليـون حــرف
دايـر أخلـيـك عــن دلالــك تنـصـرف
داير أعبر عن مشاعر عـن مشاعـرك تختلـف
ودايرك تصدق إني في محراب غرامك معتكف
واجيـب قـلـم واحـصـر تعابـيـر الألــم
وكـــــل ابـتــهــالات الـعــشــم
لكني من أول حـرف أجـد الأنامـل ترتجـف
وتـتـذكــر الـعــيــد الـمــضــى
أعـيــاد تـجــي وأعـيــاد تــفــوت
والفرحـة تصحـب كـل عيـد تمـلا البيـوت
وأنا كـل مـا استقبلـت عيـد أحيـا وأمـوت
وأطبـع ملاييـن التهانـي عـلـى الـكـروت
تمـضـي السنـيـن وتمـضـي الـشـهـور
وأنــا قلـبـي يحـيـا بـــلا شـعــور
لكنـو قـرر يـا القلـبـت ظـلامـو نــور
قـرر يحـارب كــل أوضـاعـو ويـثـور
قـرر يكاشفـك بـي ضميـر مـا فوقـو زور
قـــرر يـرســل لـيــك ســطــور
مـكـتـوبـه فــــوق ورق الــزهــور
مكـتـوبـه بـــي دمـعــو الـغـزيــر
دايـــر الـحــروف تبـقـالـو نـــور
وتبقالـوا لـى قلـب البحبـو جـواز مـرور
[email protected]