سوداني نت:
✳ إن الشباب الثائر اليوم وهم مدفوعين بجموع الشعب السوداني قد أرسو أدبيات ومفاهيم رقابية جديدة عكس ماكان معهودا ومتبعا سابقا بانفراد الأجهزة الرقابية والمحاسبة بذلك لإتخاذ الرأي والتقرير بشأن الأداء التنفيذي للحكومات والتي كانت معقودة في السابق لأجهزة السلطة التشريعية والرقابية فقط فلم تعد للمؤسسات السياسية والدستورية والتشريعية هي صاحبة القدح المعلي في تحديد البوصلة لإدارة الحكم..
فان ان الوعي المعرفي لهؤلاء الشباب أصبح سدا منيعا لعدم التلاعب بإرادة ومصير هذا الشعب العظيم فهم حراس للأداء التنفيذي والسياسي لعدم التماهي مع أي نظام آحادي يجير حقوق الشعب لتحقيق اجندته السياسية وتغليبه علي القضايا الوطنية والمصيرية فهؤلاء الشباب وبهذا الوعي والادراك المتنامي
بحقوقهم يؤمنون لسيادة قيم المساواة والعدالة علي أساس المواطنة والهوية ولن يرتضون بعد اليوم للتلاعب بمصيرهم ومقدراتهم ومعيشتهم
✳ وبفضل الوعي والإستناره المعرفيه والتراكم النضالي وبفضل إستلهام التجارب الديمقراطية للدول المتقدمه في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية أدرك هذا الجيل المتنامي حقوقة الدستورية وموقعه الطبيعي وإسهامه في تثبيت ركائز الحكم الرشيد ومستوي علاقته البينية ودورة الدستوري تجاه نظام الحكم ومدي أحقيته كفرد بشأن المساهمه والفاعلية في القضايا المصرية.
فأصبح الشعب وجلهم من الشباب المستنير هو الرقيب والحريص من حيث التقييم والتقويم للأداء وللسياسات والقرارات التنفيذية ومدي ارتباط ذلك بالمصلحة الوطنية من خلال المردود والأثر علي المواطن
وقد ابتدع هذا الجيل المستنير أدوات رقابية فاعلة من خلال الرقابة الجماهيرية لمستوي الأداء ومدي تلبية رغباته
فلن يرمي هذا الجيل الحالي بعد اليوم الحبل علي قارب السلطة ليعبث من يعبث ويفسد من يفسد بالسلطة فإن هذا الجيل جدير باقتلاع اي طغمة حاكمة لاتلبي طموحاتهم ولاتحقق رغباتهم ولاتصون سيادة الوطن ولاتوفر ادني مقومات العيش الكريم
فليس الأمر بعد اليوم مطلق علي عواهنه ليجير المؤتمن علي أمانة الشعب الي تحقيق أهدافه الايدلوجية فإن الوعي المعرفي للجيل الصاعد أصبح أداة رقابية ومحاسبية ومقرره في شأن إستمرار النظام من عدمه فلم تعد البرلمانات او المجالس التشريعية المنتخبه هي صاحبة القرار المنتظر.
✳ فإن الوعي الشباب ورقابتهم وحدسهم أصبح ضامنا لعدم الانحراف واستغلال النفوذ لغير ماخطط له وهم عيون ساهره علي الوطن في حالة التماهي او الخروج عن الأهداف والغايات الوطنية
فلم يعد خافيا علي شباب اليوم ضيق الحال وقترة المعاش وندرة السلع وغلاء الأسعار وضياع العدالة ولم يعد رب الأسرة قادرا علي الإيفاء بمتطلبات الحياة
فأدوات التغيير وحتمية المواكبة وتبدل الأحوال للشباب المستنير لن يسمح بعد اليوم لقضاء الساعات في الشوارع أو الأندية أوالجمبات لإحتساء الشاي أوالقهوه بجوار الحسناوات ومداعبة (الكي بورد) للجوالات وأنتم صاغرون عبر ردهات الواتس ومتسامرون في غياهب الفيس والمراسلات الغراميه التي لاتحقق أحلامكم ولاتطلعاتكم ولم يعد ضياع قيمة الوقت وتقطيع أوصاله ذات جدوى في دنيا تنتج الثانية فيها خمسة مليون معلومة جديدة او يزيد
فإن الوعي الشبابي اليوم أصبح من مؤشرات الإستقرار الداخلي لتقدم مستوي الإدراك ولحراسة ثروات ومقدرات البلاد من كل النخب السياسية التي تتولي زمام السلطه ولاتخشي في هذا الشعب والوطن الا ولازمه.
فإن الرقابة الشعبية فرضتها دواعي التطور الطبيعي لحركة الحياة من مهددات وتعقيدات وتدخلات خارجية ووصاية وإرتماء في أحضان الأجنبي وتوجيه مكتسابات البلاد الي إقطاعيات ذاتيه
فأن رشدكم ووعيكم لهو الضامن لسودان سكب من أجله الدماء والارواح والانفس ليبقي الوطن وأمنه وعزته أمانه في الرقاب لينعم الجميع بسعة العيش الكريم ورحابة الصلات الاجتماعية وأواصر المحبة لنفتخر بوطن يحلم به الجميع ويعشقه من خلال وعيكم المتجدد.