انت عدوي .. لكن
> استاااااذ..
سئمنا .. سئمنا.. رصف المواجع.. نريد.. نريد.. نريد الحلول
> والشاب الذي يطل برأسه من عربة منطلقة يصرخ بهذا.. وفي يده كتاب يلوح به.. في سخط
> استاذ
> تبدو في الثلاثينات..
> وسنك هذه والكتاب الذي تلوح به.. أشياء تقدم الاجابة
> الكتاب الذي تلوح به هو رواية احسان «لا استطيع أن أفكر وأنا أرقص»
> والرواية كتبها احسان .. ايام هزيمة 1967..يبحث عن حل
> ومثلها لا احد يستطيع ان يفكر وهو يجري والكرباج يأكل ظهره
> واليوم .. الحكومات والشعوب والافراد كلهم يجري والكرباج يأكل ظهره لهذا.. كلهم لا يستطيع ان يفكر
> ومنع التفكير هذا هو السلاح الاعظم اليوم في الحرب التي تلتهم العالم
> ونريد أن نقف.. ونبحث
«2»
> هذا عن الكتاب
> وعن سنك .. الفريد فرج وسعد الدين وهبة.. وحلاوة و..و.. اسماء كتاب مسرحيين كانوا في الستينات والسبعينات هم نجوم الناس.. والمسرح ايامها متألق في مصر وغيرها
> وحليم ونجاة وفيروز.. هم يومها نجوم الغناء.. والغناء يومها متألق
> وابوجريشة..وفاروق جعفر وشحاته.. وصالح سليم و.. نجوم كرة القدم يومها.. وكرة القدم متألقة
> وكتاب القصة.. والقصة متألقة
> والتألق هذا.. هذا كله سببه المدهش هو ان من يسقي حقول التألق هذا هو..
> اموال المخابرات الاسرائيلية!!
> اسرائيل كانت تريد قيادة المجتمع بحيث ان الجمهور يرقص في المسرح مع فلانة وفلانة.. ويترنح مع ام كلثوم
> ويصرخ مع ابوجريشة ويستمتع «بالادب».. ويغرق.. ويغرق .. بينما؟
> بينما في الايام ذاتها كانت اسرائيل «ونفيرها الاكثر» في الغرب يقوم بصناعة اشياء هي ما يدير العالم اليوم
> التلفزيون والطيران الحديث والالكترون وتقنيات الزراعة و.. كل ما يصبح اليوم هو السلاح الحقيقي في الحرب الآن
> وتتقدم لالتهام عالمنا
> حتى اذا رأينا الجيوش فوق اسوارنا.. عندها يبدأ عمل الجزء «الثاني» من مشروع قتلنا
> الثقافة الفصيحة تصبح هي سلاحنا «التحريضي» الاعظم ونحن «بكل ما أُوتيه الشرقي من مواهب الخطابة» نقود الجماهير ضد حكوماتنا نطلب منها ان تعمل.. والا..
> وحكوماتنا.. التي هي جزء من المجتمع العاجز.. عاجزة.
> لا صناعة.. لا زراعة.. لا معرفة بالعالم اليوم .. ولا.. ولا
> عندها يبدأ ما يعرف اليوم
> باسم «الربيع العربي»
> الذي تصنعه الفصاحة الفتاكة
> الفصاحة التي تقول
اعملوا..!!
> وتعجز ان تقول: كيف؟!
> الامر محسوب.. محسوب
«4»
> الجمهور اذن يصبح جزءاً من سلاح الحرب.. الآن
> والاعلام هو كرباج الجمهور
> وزحام الاحداث الهائل الآن يجعل كل احد يبحث عن الفهم.. والفهم مستحيل
> والتوقف عن البحث عن فهم.. مستحيل
> ومنطق الخمر «كلما ازددت شراباً ازددت عطشاً» منطق يعمل
> والاعلام يسقي الناس.. ويسقي
> وحرب لها كل صفات الخمر تعمل الآن
> ولا احد يقول للحكومات أو الناس
.. اقتلوا انفسكم.. لكن
> القتل اللذيذ الآن عمل يصمم بحيث يقتل الاتحاد السوفيتي ويقتلنا نحن الآن
> نموذج مصر الصغير.. الذي يصبح كلاسيكيا.. هو .. هدية يهود اوروبا لعبد الناصر «وكهربة» الريف
> الغرب يتبرع لعبد الناصر بكل تكلفة الكهرباء في قرى مصر.. الزراعية
> ومن يرفض الكهرباء؟
> بعدها بعشر سنوات يكتشفون ان المزارع .. قبل الكهرباء.. والذي ينام بعد العشاء وينهض للعمل فجراً.. يصبح بعد الكهرباء شيئاً يسهر مع التلفزيون.. ثم يزيد النسل.. ثم يعجز عن الزراعة
> ونموذج السوفيت الكبير نقصه.. لكن ما يهم من نموذج تدمير السوفيت هو الغفلة عن شيء صغير واحد كان هو وحده الذي يدمر كل المشروعات الرائعة الضخمة هناك
: الزمن..
> مشاريع ضخام وتكفي الاتحاد السوفيتي لعشرين سنةو..
> لكنها تبدأ الانتاج بعد عشرين سنة
> الخدعة التي تكسر عنق المشاريع كانت هي هذه
> الغفلة عن ان حاجة الطعام اليوم لا تنتظر إلى الغد
> الاستاذ المصطرخ من نافذة العربة
> هل هذا الذي نكتبه هو الحل؟.. لا..
> هذه حراثة
> بعدها .. نقص ما فعلت دول مثل ماليزيا ودول جنوب شرق آسيا و..
> التي نجحت لان الناس، داخلها كل منهم قال للآخر
: انت عدوي.. لكن المعركة بيننا نؤجلها حتى نطرد العدو الخارجي
> ونجحوا
> والنجاح ما يصنعه هو انهم افلتوا من خدعة المسرح والرقص.. والغناء الداخلي.. وحقيقة ان طعام اليوم وليس بذخ الغد هو المهم