ابو شامة.. مع التحيات
> استاذ عماد الدين ابو شامة
اول النهار
> ومطبخ صحيفة الانقاذ.. وبقايا الافطار على المائدة.. وعلى يسن.. وإلى يمينه البليك.. ومريود في قميص رمادي.. يكتب دون ان يشطب.. ومهيد الذي لا يعرف انه يموت بعد قليل وفارس «الرسام».. ومحمد منير دهب.. الذي يطفو على بحر «اول النهار» بعد غوص طويل
> و..سلام
> عماد.. قبل سنوات طويلة .. طويلة.. ونحن اطفال.. يسقط عصفور في الشبكة التي نصطاد بها الطير
> ومشهد لا ننساه ابداً
> العصافير تجتمع محلقة صارخة فوق العصفور الذي يسقط في الشبكة.. تضج.. تضج كانها تطلب منه ان يطير
> وهو يرفع رأسه اليها.. ويجمز في يأس.. ويجمز.. ويعجز
> وامس.. ونحن نقرأ دعوتك لنا للافلات من السياسة إلى القصة
> نعرف ما كان العصفور هناك يشعر به
> استاذ..
لو جعل الله لنا دعوة مقبولة الآن لجعلنا من بعضها ان يعيدنا الى اللحظة تلك.. لاطلاق العصفور هناك
> لكن .. ان نحن سقطت شباك السياسة عن ظهرنا.. رجعنا اليها..ولم نفلت
– ليس حبا.. بل..
> فأمس الاول لما كنت جالساً تكتب حديث امس كانت مخابرات دولة عزيزة تزرع عبوة ناسفة.. جداً في سفارتنا بطرابلس
> والرجل ضابط المخابرات يدهشه وهو يضغط جهاز الموبايل ان السفارة السودانية لا تطير في الهواء..
> القنبلة التي زرعت في الجانب الشمالي تحت مكتب السفير مباشرة كانت شيئاً يفجر بجهاز الموبايل
> والرجل لا يفهم لماذا لم يتم الانفجار
> ولعله يفهم الآن ان صاحبه الذي قام بزرع القنبلة هو من الاسلاميين.
> وامس الاول.. في اليوم ذاته كانت خلية تابعة لمخابرات.. دولة «صديقة» تلتقي في بيت بام درمان لمراجعة مخطط هدم السودان
> ومن البوابة «الناصية» التي تطل على زقاق هادئ يدخل صاحب الاستخبارات في جلباب سوداني وعمامة سودانية.
> ويتجاوز الصالة المفروشة بمقاعدة ذهبية اللون.. ويدخل الى الغرفة حيث المقاعدة الجلدية..
> ويهرعون .. إليه
> والحديث عن مخطط هدم الخرطوم
> .. ولما كان هذا يجري كان بعضهم يساوم سفارة غربية لبيع «وثيقة القرارات السرية التي تصدرها قيادة الوطني في لقائها الاخير.. لقاء ديسمبر الماضي»
> والعمل الذي لا يخلو من ذكاء يذهب إلى ما هو أكثر من البيع
> الوثيقة تشير إلى اللقاء الذي يضم الرئيس ونائبه وعبدالرحيم واثنين
> اللقاء حقيقي
> و«حقيقي» هذه تستغل لعمل ماكر
> الوثيقة يضاف اليها سطر يزعم انه منها
> وفي السطر اقتراح بعمل ضد مجموعة معينة
> ومهارة الاصطياد تكمن في ان .. السفارة التي تشتري ترسل السطر هذا حتماً للجهة التي يزعم السطر ان الوطني يعمل ضدها
> عندها.. الوطني.. الذي لا يستطيع انكار الوثيقة لا يستطيع انكار السطر المزيف
> الانكار هنا يصبح نوعاً من الدفاع الذي يقول
: المسدس ملكي أنا.. نعم.. لكن الرصاصة ليست ملكي
> …
> استاذ
> .. نقاط صغيرة من مطر الجنون هذا تجعلنا نستمسك بالكتابة في المجال السياسي.. نصرخ.. ونحذر.. ونصرخ ونحذر
> وفي الايام ذاتها مخابرات جهة ما تمد خيوطها شرقاً
> والخيوط نحدث عنها
> والدولة ذاتها تمد خيوطها غرباً
> وامس الاول نحدث عن ان
: جهة ما تخطط لاغتيال قيادات عنصرية لخلق فتنة في الخرطوم وغرب السودان
> وبعض الامر الآن هو
: مخابرات الدولة العربية تقوم بتسريب شيء عن ان بوكو حرام.. سوف تقوم باغتيال قيادات من قبيلة غير عربية
> ثم اتهام موسى وقيادات عربية.. والخرطوم
> ثم جذب ديبي بعيداً عن الخرطوم.
> ثم؟!
استاذ
> عماد ابوشامة
> ايام كنا نكتب القصة القصيرة .. التي تدعونا للعود اليها.. نجد ما هو فوق الخيال
> ايام الجفاف.. والهجرة من الغرب إلى امدرمان عبر الصحراء الطويلة..
> كان البعض يمشي.. «الاسرة كلها تمشي».. ومنهم من يعجز ويرقد.. ويموت
> بعضهم «يتركونه».. ليموت لان البقا يعني موتاً اكثر
> وفتاة من النازحين هؤلاء تدخل على امرأة في ام درمان .. مشعثة متورمة الشفتين والعينين مغطاة بطبقة تشبه البول الملتصق..
> الفتاة تبرك امام صاحبة البيت لتقول
: تركت امي في الصحراء لتموت.. جعلتني اتركها..
.. عجزت عن البكاء.. كبدي انشقت.. قالوا لي انك تستطعين ان تجعليني ابكي .. اجعليني ابكي.. لاستريح
> و..
> عماد.. عماد..
السودان لا تصلحه الآن و«تنقذه » إلا فئة لابد من دعمها
> وانظر إلى العالم حولك.. وما يجري فيه
> عندها تعرف .. لماذا.. وحتى الآن نكتب عن «الانقاذ» وكاننا ما زلنا في اغسطس 1989
٭٭٭
بريد
> السادة الذين يتشككون في حديثنا امس
لاننا نعلم ان العمل الاقتصادي الآن اضخم من ان يصدق.. لهذا نجعل العنوان هو
«بعد اداء القسم .. نقول»
> ونحن صادقون في ما نقول
> وفي ان السودان يواجه اضخم عمل اقتصادي