أخوكم في الله.. فرنسا!!
.. وطائرات بدون طيار في دارفور ــ ومذبحة تنتظر تشاد ــ الأيام القريبة.
.. والمجموعة «ثمان دول» التي تدير العالم وتلتقي كل عام ــ تلتقي أول هذا العام في ضواحي لندن ــ ومن بينها فرنسا.
.. وتلتقي بعيداً «جداً» عن الإعلام ــ ونحدث عنها.. أول هذا العام.
.. وفرنسا التي تدير مذبحة المسلمين في رواندا منتصف التسعينيات تصنع مذبحة المسلمين في إفريقيا الوسطى الشهر الأسبق.
.. وتتجه الآن لصناعة مذبحة في تشاد.
.. والمجموعة التي تدير الإعلام وتجعل معركة العراق تدور في صمت ــ تدير الإبادة في إفريقيا الوسطى في صمت.
.. «قبلها مذبحة سيراليون.. ومالي وسيراييفو و…».. في صمت.
.. والآن غرب إفريقيا.. متجهة إلى السودان.
.. وشيء يقع الآن في تشاد ــ وشيء ينظر من فوق الحائط إلى دارفور.
«2»
والحملة الفرنسية الآن ضد الرئيس ديبي تجمع رؤساء خمس دول الشهر الماضي في باريس «النيجر ــ بنين ــ الكاميرون ــ نيجيريا» وديبي معهم.
.. وهناك فرنسا تؤنب ديبي بعيون حمراء.
.. وفرنسا تتهم ديبي بتسليح المسلمين في إفريقيا الوسطى «تسليح فرنسا للعصابات المسيحية التي تقتل المسلمين ليس جريمة ــ لكن دفاع المسلمين عن أنفسهم جريمة».
.. وفرنسا تنظر من فوق كتفها إلى مجموعة لندن ــ مطمئنة.
.. «وفرنسا التي تضرب مسلمي التوتسي في رواندا.. والمسلمين في إفريقيا الوسطى ــ والمسلمين في مالي و…» فرنسا هذه تتجه الآن إلى تشاد.
.. وفرنسا التي دعمت الجنوب المسيحي في تشاد ــ في السبعينيات ــ لإبادة المسلمين في الشمال ــ وفشلت.. تعرف الآن أن الإبادة مستحيلة.
.. لكن إبادة أخرى ــ ممكنة.
.. وفرنسا تتجه الشهور الماضية إلى نيجيريا.
.. ومنظمة بوكو حرام الإسلامية المقاتلة تصبح مدخلاً ممتازاً للمخطط الجديد هناك.
.. وشاشات التلفزيون تنقل للعالم مشهد قائد بوكو حرام وهو يلقي بياناً يؤكد فيه اختطاف «بوكو حرام» لتلميذات نيجيريا.
.. والعالم يهتاج.
.. جزءاً مما تريده فرنسا.
.. وجزء آخر يطل من المشهد ذاته.. مصنوعاً بدقة.
.. فمخابرات فرنسا كانت في حقيقة الأمر تصنع نسخة أخرى من بوكو حرام.
.. نسخة تقوم بما تريده فرنسا.
.. بينما المنظمة الحقيقية لا إعلام عندها حتى تنفي ما ينسب إليها.
.. وفرنسا التي تجعل قائد بوكو حرام ــ النسخة الفرنسية ــ يلقي بيانه عن اختطاف التلميذات تجعله يلقي البيان ومن خلفه عربات مميزة كان الجيش الفرنسي يهديها إلى ديبي الرئيس التشادي.
.. وفي باريس فرنسا تجعل العربات هذه شاهداً على أن ديبي يدعم بوكو حرام.
.. وفرنسا في لقاء باريس تتهم ديبي بأنه «أرسل الأسلحة التي استلمها من المعارضة التشادية إلى بوكو حرام ــ وذلك حتى يخفي مصدر الأسلحة هذه».
.. وأنها أسلحة سودانية.
.. في إشارة لها معناها.
.. وصحف الخرطوم ــ التي يجهل أكثرها معنى الأحداث ـ تحدث أمس الأول عن طائرات دون طيار ــ أمريكية تمسح المنطقة بكاملها ما بين إفريقيا الوسطى وحتى ليبيا و…
.. والطائرات هذه ترسل معلوماتها إلى جنود الدول الإفريقية الأربع «الكاميرون ونيجيريا وبنين والأخرى» التي ترابط الآن على الحدود التشادية.. تنتظر شيئاً.
«3»
وبأسلوب أمريكا في العراق ــ فرنسا تريد بترول تشاد ــ وبترول جهة أخرى!!
.. وفرنسا تجعل تشاد من هنا تمتنع عن دفع مستحقات الصين في نفط تشاد.. الأسابيع الماضية.
.. ومن هناك تجعل البنك الدولي يمتنع عن دفع أموال نفط تشاد.
.. والصين التي تفهم أن أمراً أكبر من أموال النفط هو ما يجري ــ ترسل ثلاث سفن حربية إلى مياه غرب إفريقيا.. الآن.
.. وصحافة فرنسا الأسبوع الماضي تتحدث عن ديبي بوقاحة تبلغ وصف دعم الجيش التشادي لفرنسا في مالي بأنه ارتزاق.
.. وتكتب عن ديبي «الذي كان جندياً في جيش فرنسا» بأنه يسعى الآن لتمكين الإسلام في إفريقيا ــ وهذا ما لن تسمح به فرنسا.
.. وكأن صحافة فرنسا تستعير جملة رئيس بريطانيا أمام حرب البوسنة وهو يقول
: بريطانيا لن تقبل بوجود دولة مسلمة في أوروبا.
«4»
.. الحرب التي تنطلق الآن بعنف.. سلاحها الأعظم هو
: ألا تشعر أنت بوجود حرب ــ فإن شعرت ــ السلاح الآخر ضدك هو ألا تصدق أنها حرب ضد الإسلام.
.. فإن عرفت أنها حرب صليبية ضد الإسلام ظننت أن الحرب ضد المقاتلين المسلمين هو شيء بعيد عنك.
.. وأن الحرب ضد الإرهاب هي حرب بعيدة عنك.
.. فإن عرفت أنها حرب تقتلك أنت وجدت الغرب يقول
: نعم ــ حرب ضدك وضد دينك ــ فماذا أنت فاعل؟!
.. ونحن ما ننغمس فيه هو
: قال فاروق أبو عيسى.
: قال الصادق.