الصياد في العاصفة!!
> .. وغندور ينقل عن فرنسا أسلوبها.
> .. وداني كوهين طالب يقود كل جامعات فرنسا… وكل فرنسا = ضد ديجول في موجة مجنونة.
>.. وحكومة ديجول تعجز عن إيقاف الثورة، وتستعد للذهاب.
>.. ووزير ثقافة ديجول يجعل داني هذا يجلس في التلفزيون ليحدث الناس.
> كان هذا في الستينات ــ والتلفزيون يؤمئذ قليل.
> لكن شوارع فرنسا تخلو من المارة.
> جلسوا يستمعون إلى داني كوهين.
> وداني يحدث لربع ساعة.. ثم نصف ساعة.. ثم ساعتين.
> الناس بعدها خرجوا.. مثل من كان تحت الماء ثم خرج.
> غندور مثلها يجعل عرمان يتحدث.. ليكتشف هو والآخرون أنه ليس عنده ما يقوله.
«2»
> في الساعات ذاتها كانت ولائم الكلام تنصب في القاهرة، والخرطوم، وإثيوبيا وعواصم عربية.
>.. وغليان معركة السعودية / إيران.. واليمن.. وإثيوبيا.. ومصر.. وسوريا يضج.
> ولما كان غندور ينظر بشماتة إلى عرمان وهو يتخبط، كان مكتب عرمان في القاهرة يبحث عن الهواء وهو يطرد قياداته القديمة «كوشيب والآخرين» ويجعل مكانهم مجموعة من الشيوعيين «فؤاد.. وعوض.. وحبيب…».
>.. وسامح الذي يعمل للمخابرات السعودية ويهبط سنجة الأسبوع الماضي يحدث بعضهم هناك في لقاء سري جداً عن نجلاء.. وأخرى وأخرى بأم درمان وكندا..
> ويحدثهم عن نجاح المعارضة في إطلاق إشاعة أن سفن إيران التي تزور الميناء السوداني قبل عامين إنما كانت تحمل أسلحة..
> والرجل يحدثهم عن أن براعة التخطيط تجعل السعودية تدعم تجمع معارضة الشرق.. مع أن معارضة الشرق هذه هي من ينقل الأسلحة.. إلى الحوثيين.. أعداء السعودية.
> بينما.. الحقيقة الأولى هي أنه لا أسلحة هناك..
> .. ولما كان سامح يحدث في سنجة كانت لقاءات معارضة الشرق تجتمع في إثيوبيا.
> ومصر تطلق أمس الأول أن سد النهضة يقوم في منطقة تتصل جغرافياً بمنطقة مكة.. وأن السد يهدد مكة.
> .. وإثيوبيا تطلق بعدها بيوم أن سد الروصيرص يقوم على السلسلة الجغرافية ذاتها!! إثيوبيا تحذر السودان من هنا.. وتسخر من مصر من هناك..
> وإثيوبيا التي تقاتل مصر وإريتريا و«تناغم» السودان تعمل بلسان في مكاتب الحكومة السودانية.. وتغني بلسان في مكاتب معارضة الشرق..
> .. وشبكة المخابرات المصطرعة نحدث عنها نهاية الأسبوع الماضي.
> وتحدث عنها صحف الغرب في يناير الماضي.
> وننقل عن التايمز.. والفاينانشيال تايمز.. واللوموند.. والواشنطن بوست بعض حديثها عن معركة المخابرات في السودان وحول السودان.
«3»
> والخرطوم التي تضع رأسها فوق كفها وتنقر المكتب بظفرها وهي تتأمل كل شيء.. تكتشف أن المخابرات الغربية لا تجدد أسلوبها.
> وسبتمبر عام 1999م صباح افتتاح تصدير أول شحنة بترول سودانية يفاجأ عوض الجاز بمدير التشغيل «الأجنبي» يهمس له = قبل نصف ساعة من افتتاح المشروع = أنهم فقدوا «الشفرة» التي تدير الأنبوب..
> والرجل يسمع من الجاز جملة تجعله يعود بعد ربع ساعة ليقول وهو يلهث إنهم «عثروا» على الشفرة في قاع حقيبة أحدهم.
>.. والعام الماضي.. وقبل افتتاح شركة السكر بساعة يأتي الخبير الأجنبي ليقول للمسؤولين إن «شفرة» التشغيل فقدت!!
> والرجل يسمع ما يجعله يكتشف أن الشفرة موجودة في جيبه.
> .. وشيء في شبكة الوساطة بين عرمان وغندور كان يعيد الأغنية ذاتها.. الأيام الماضية..
> المخابرات تعمل.
>.. والغباء يجعل المخابرات هذه = وفي الأسبوع ذاته = تدعو الخرطوم إلى نيفاشا جديدة.
> وأسلوب المخابرات التي لا تجدد يجعلها تدعو الحكومة ذاتها إلى المكان ذاته «هايدلبيرج» في ألمانيا ذاتها للحديث عن نيفاشا جديدة.
> المخابرات تريد من نيفاشا الجديدة إنتاج ما أنتجته نيفاشا السابقة.
> وأحدهم = مقرب جداً من الترابي = لما كان يجلس مع بعض أهل المعارضة الأسبوع الماضي يدخل عليه أحد ضباط سفارة بلد عربي ليبلغه أن القرار الآن هو أن يظل ملتصقاً ترابي = وليس الابتعاد كما كان الرجل يعلن.. وذلك حتى تعرف السفارة ما تضمره الحكومة والشعبي والإسلاميون بعد اللقاء الأخير.
>>>>>
بريد:
أستاذ إسحق
نحن طالبات العيلفون بجامعات ومدارس الخرطوم نطلب إبلاغ السيد والي الخرطوم.. أو الجهة التي تدير المواصلات أن تتكرم بتناول الشاي معنا بعد التاسعة أو العاشرة مساء في موقف بصات العيلفون.
> فنحن هناك كل يوم.. نبقى حتى منتصف الليل لأن سائقي الحافلات يهربون لخطوط أخرى..
> ولأن الخطر علينا والجوع في جوفنا والإرهاق الذي يقتلنا لا يهمهم..
> .. ويبدو أنه لا يهم جهة.. أية جهة.
> نشكي لي.. منو؟!