سوداني نت:
العالم كله يتحدث لغة واحدة هي لغة المصالح والتي تطغي على كافة القيم والاعراف الدولية التي تحكم المواثيق الدولية بين الدول فليست هناك سعة للدبلوماسية الناعمة المبنية على الأخلاق والإعتراف بالسيادة والشرعية للحكومات النابضة بالوجدان الشعبي على إطلاقه فلغة المصالح لغة جامدة أحيانا ومرنه أحايين أخري ومن يجيدها ويعرف خباياها وفنونها سيبقى ثابتا شامخا داخل منظومات إئتلافية تسمى بالمحاور الدولية تتشابك مصالحها فيما بينهم .
وظلت علاقاتنا مع روسيا محط الأنظار صعودا ثم هبوطا الروس أقرب وجدانا للشعب السوداني من الهيمنة الأمريكية ربما لمساحة الاحترام والتقدير في علاقات الروس مع الشعوب الأخرى وتنافر الجينات مع قيم المجتمع السوداني للمحور والصلف الأمريكي .
ومن خلال هذه الحرب توحدت العواطف والمشاعر والإلتفاف حول القوات المسلحة لتحديات وجودية ورغما عن الآراء المتباينة لمختلف المدارس الفكرية في السودان عن أداء وإدارة الجيش للحرب الا أن الخيار الحتمي والظرف الحالي يقتضي الاصطفاف تحت إمرة القوات المسلحة .
وقد كان لزيارة نائب وزير الخارجية الروسي أثره في التحول العسكري والسياسي في العلاقات بين البلدين وللحرب في السودان ودعم روسيا لسيادة السودان وللشرعية القائمة ورفضهم للتدخلات الأجنبية في شؤون السودان ومخططات تمزيق وحدة البلاد قد جاءت صفعة قوية لأعداء السودان وزعزعة للمحور الأمريكي المتماهي مع العدوان فنشطت الدبلوماسية السودانية الي أن توجت الي تفاهمت كبيرة بين البلدين .
روسيا عبر مؤسساتها وشركاتها المستقله في الفترات السابقة تميزت في علاقاتها مع المليشيا من أجل مصالحها الذاتيه فوطدت علاقاتها بالمليشيا بعيدا عن سلطان الدولة فتمدد الهالك بطول البلاد وعرضها ووسعت فاغنر في نفوذها دون ضوابط حاكمة فالتطورات الأخيرة في علاقاتنا بروسيا يجب أن تخضع للدراسة المتأنية وقراءة الأبعاد الدولية بصورة أكثر عمقا وفي مقدمتها الإحترام المتبادل الذي يعبر عن المقاصد والأهداف وتحقيق المصالح من وراء التفاهمات وعدم استثمار الوضع الحالي كموقف ضعف داخلي من الطرف الروسي وعدم العجلة في التوقيع والتنازلات في كثير من بنود الاتفاقيات والمعاهدات التي تسلب حق السيادة وأن يتم توقيع العقود والاتفاقيات وفقا لرؤية إستراتيجية لحقوق الأجيال القادمة ومستقبل السودان والحفاظ على موارده ومقدراته كالشراكة البينية والمتوازنه وتحقيق مقاصد الندية والإعتزاز بمقدارتنا الطبيعية .
فما يملكه السودان من موارد ومدخرات وثروات طبيعة لاتوجد في اي دولة في العالم لذا كان التكالب والصراع الذي أفرز هذه الحرب الشاملة .
لابد من التحقق أولا من قطع التواصل والمصالح مع مليشيا التمرد تماما وعدم اللعب على حبال العلاقات شأن كل الدول الباحثة عن المصالح فالسودان ليس أعز من حيث التقارب والتواصل والاعراف من أوكرانيا لدى الروس الا ان المخططات الدولية وصراع الهيمنة فرضت الحرب كطوق أمني عبر الناتو على روسيا فروسيا بالطبع تبحث في تحالفات أفريقية لكسر العزله الدولية
فالإطار الاستراتيجي والقراءه السليمة هو الحاكم في تقديرات المصالح والعلاقات الدولية المشتركة
ولابد من الإرتقاء بالتفكير من العاطفة اللحظية الي التفكير الأكثر عمقا في بناء العلاقات مع أي دولة أخرى .
فمحور (روسيا، الصين، تركيا، ايران) أقرب إلى الحالة السودانية من غيره والتعاون مع هذه الدول سيفرض واقعا غير إرادة المحور الخشن الذي يتلاعب بحقوق الشعوب والمصنف من قبلهم بالشعوب (المستضعفة) هذه التحولات الجذرية في الآونه الأخيرة يقتصي تشكيل حكومة رشيقة ذات بعد دولي لإدارة هذا الملف الحساس الدول الغربية والشرقية يتعاملون بحذر شديد مع الحكومات العسكرية لتتفرغ القوات المسلحة لملف العمليات بصورة أساسية لتتكامل منظومة العمل الداخلي وإنهاء الحرب في فترة وجيزة لإعادة الإعمار والتأسيس لدولة بأسس ومعايير جديدة .