د. عبدالكريم محي الدين يكتب: رسالة الى المبعوث الأمريكي للسودان الجنرال توم برييلو .. تحية و تقدير ،،،
سوداني نت:
يتطلع الشعب السوداني لإقامة علاقات عادلة مع الشعب الأمريكي تنطلق من منصات المصالح المشتركة و الاحترام المتبادل مع الاعتراف الكامل بدور الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة العالمية …
إن الشعب السوداني عانى كثيرا من ظلم السياسيين الأمريكان الذين لم يتفهموا تركيبته الاجتماعية و السياسية و تطلعاته في الاستقرار و التنمية بعيدا عن الايدلوجيات و الأقطاب الدولية …
إننا لم نجد التفهم الكافي من المبعوثين الأمريكان . اذ كانت مصادر معلوماتهم تقتصر على بعض الأحزاب السياسية و المنظمات الدولية و بعض الدول و التي لا علاقة لها بالشعب السوداني البتة …
فالشعب السوداني ليس عدوا للأمريكان و يتفهم تماما الدور الإقليمي و الدولي للولايات المتحدة و مع ذلك يود إسماع صوته الحقيقي لدوائر القرار الأمريكي …
السفير توم برييلو
ليست الأحزاب السودانية وصية على الشعب السوداني كما ليست دول الجوار و دول المنطقة وبعض المنظمات الدولية وصية على هذا الشعب المتفرد بعد الذي أصابه جراءها …
إنها كلها ترى السودان من زاوية مصالحها الخاصة فتشخص الوضع و تضع الحلول وفق تلك الزوايا الذاتية . مما وضع الشعب كله في معالة و تلك الأحزاب و الدول و المنظمات في معادلة اخرى و ليست بين المعادلتين دالة واحدة توصل للحلول العادلة و المستدامة …
و ندعوك لتقف بنفسك على موقف الشعب السوداني اليوم ، إنه كله جميعا يقف صفا واحداً و صلبا خلف الجيش السوداني و أيا من خالف ذلك الإجماع فإنه بالتأكيد الأكيد هو العدو للسودانيين …
السودانيون يكرهون مليشيا الدعم السريع و يكرهون من يفق وراءها لما ارتكبته من فظائع و جرائم لم يشهدها التاريخ من قبل و شهدها الشعب السوداني كله بكافة جهاته و قبائله و لا يقبل من ينكر أو يشكك مجرد شك في تلك الجرائم ناهيك عن من فعلها …
إنهم نهبوا أصول و مدخرات أمتنا بحجة محاربة الكيزان حتى صار الكيزان عند الشعب السوداني هم الملائكة و شعب الله المختار …
إنهم ارتكبوا الفظائع العجيبة في الشعب بحجة محاربة الفلول حتى صار الفلول هم كافة الشعب …
و بالتالي لن يقبلكم شعبنا ان وقفتم مع قتلته و مغتصبيه و منتهبيه من المليشيا و من يدعمها من السياسيين و الدول و المنظمات …
و مع اننا نعلم ان رفض شعبنا لكم في تلك الحالة ليس انتصار له و ليس هزيمة لكم ولكنها ليست المصلحة الحقيقية و العادلة للشعبين العظيمين …
إننا ندعو لحوار عاقل بين الشعبين يصنع التعاون المشترك و يحفظ المصالح المتبادلة و يؤسس لعلاقات متينة …
و تتمثل خارطة طريقه في الآتي :-
1- تتولى النخب السودانية الداعية للحوار الأمريكي السوداني تشكيل نفسها في تنظيم شعبي دون إملاءات و ضغوط من أية جهة و دون استثناء أحد عدا مرتكبي الجرائم ضد الشعب السوداني …
2- تسمى نفسها بالهيئة الشعبية للحوار السوداني الأمريكي …
3- تضع نظمها الاساسية و لوائها الداخلية حسب أهدافها و بما لا يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية و بالتعاون مع وزارة الخارجية السودانية …
4- على المبعوث الأمريكي و الدوائر الأمريكية ذات الصلة تسهيل عمل هذه الهيئة …
5- تشرع الهيئة في تنفيذ ما توصلت إليه من دراسات و نتائج بما يضمن تحقيق أهداف الإنشاء ووفق ما يرد في النظم الاساسية …
نأمل أن تعيد الولايات المتحدة الأمريكية النظر في تحالفاتها الشعبية و السياسية و الدولية تجاه السودان إذ يرى الكثيرون منه أن الحرب الدائرة في البلاد هي نتاج السياسة الأمريكية الخاطئة في الملف السوداني …
دكتور عبدالكريم محي الدين
28/3/2024