غندور يدعو لتجمُّع وطني عريض ويُوجِه رسائل شديدة اللهجة لـ”الحكام وقحت والخارج والإسلاميين”
سوداني نت:
قال القيادي بحزب المؤتمر الوطني (المحلول) بروفيسور إبراهيم غندور، إنّ أكثر أمر يقلقهم الآن هو التدخلات الخارجية التي تحدث في الشأن السوداني، وهي غير مسبوقة في تاريخه، وأضاف: “التدخلات الخارجية الحالية لم نعشها حتى أيام الاستعمار، عندما كان الحاكم العام يعيش في القصر الجمهوري”..!.
وأوضح غندور في إفطار سنوي للمؤتمر الوطني؛ أُقيم الأمس بالخرطوم شرق ، أنّ ثاني شيء يقلقهم هو أن البلاد تشرذمت إلى فئات؛ أصبح كل منها يعادي الآخر، مبيناً أنهم منذ أول يوم في التغيير أكدوا أنهم يمدون أيديهم لكل أبناء وطننا بكل توجهاتهم، وليجمع بينهم أهل الوطن والوطن، إن لم يجمع بينهم شيءٌ آخر.
وأضاف: “ولا زلنا نُكرِّر هذا الأمر؛ إننا ندعو كل أهلنا وكل القيادات السياسية؛ لنضع أيدينا في أيدي بعضنا حتى نمضي بهذا الوطن إلى بر الأمان، لأن التدخلات الخارجية التي تحدث في بلادنا الآن ليست تدخلات حميدة؛ هي تعمل أولاً إلى تقسيم البلاد، وتعمل ثانياً لوضع يدها على ثرواته، وتعمل ثالثاً على محو هوية هذا الوطن وهوية أهله، فهنالك من يُريد البحر الأحمر ويُريد الموانئ، وهناك من يُريد جنوب بلادنا، وهنالك من يُريد غربها، وهنالك من يُريد أن ينتهي من إنسانها ومن همته ومن عقيدته ومن دينه ومن إيمانه، لذلك نمد أيدينا لكل أهل بلادنا حتى نتوحّد بإذن الله تعالى”.
ومضى غندور في القول: “لم نر تردداً في كل خياراتنا كم يحدث الآن، وهذا أمرٌ يؤدي إلى الهلاك، لذلك نود من قياداتنا أن تحسم الأمور ولا تتركها إلى الغد”.
وأكّد غندور أنهم عندما يتحدّثون عن أنهم حزب موجود؛ لا يُطالبون بحق مفقود، لكنهم يُطالبون بحق مثبت في الدستور ومثبت في كل المواثيق الدولية والتشريعات، مضيفاً: “وجودنا في حزب واحد يجمعنا حقٌ لن ننتظر من أحد أن يمنحنا له، حقٌ سننتزعه إن شاء الله إذا حاول البعض أن يأخذه، ولذلك أقول لكم، السياسة تضحيات؛ إذا أردتم أن يكون لكم حزب ولكم كلمة ولكم احترام فيجب أن تخرجوا وتجهروا بانتمائكم للمؤتمر الوطني، وحينها أن يكون كل منا مُستعداً ليدفع الثمن”.
وأرسل غندور، التحية لقيادات المؤتمر الوطني في السجون، على رأسهم الرئيس السابق عمر البشير وإخوانهم، وقال: “لقد مكثوا في السجون وهم الآن في سنتهم الخامسة، لكنهم دائماً في صبر وثبات، لم يتخلوا عن الدين والوطن، ولا تخلوا عن إخوانهم في الخارج؛ يسألون عن الذين في الخارج وكيف يعيشون، لأنهم هم في الداخل ثابتون ثبات الجبال”.
وأرسل غندور، رسالة للقيادة الحاكمة قائلاً: “رسالتنا في هذا للقيادة، اعدلوا هو أقرب للتقوى، ونحن نقول إنّ الذي يظلم اليوم سيدفع الثمن غداً بإذن الله تعالى، ولا نريد لبلادنا أن تدخل في مثل هذه الدوامات، اتركوا القضاء ليحكم، خرجنا من قبل وقلنا إننا لن نحمي قاتلاً أو لصاً، ونُكرِّرها اليوم، لكننا لن نقبل ظلماً لواحدٍ منا، لذلك نقول لهم أخرجوا أولئك الأسود من المعتقلات، لأنه كما قال الشهيد محمد مرسي، إنكم إن قتلتم أسودكم؛ أكلتكم كلاب أعدائكم.. ونقول أيضاً للقيادة، إنّ شعبنا قد عانى، وللأسف لا نسمع أحداً من الذين يتبجّحون الآن بممارسة السياسة يتحدّث عن معاناة الناس، والمعاناة في كل شيء، انهار التعليم والصحة، والغلاء فاحشٌ، ترك التلاميذ المدارس ومات الناس على أبواب المُستشفيات، وهجر الناس الوطن حتى إنّ هجراتنا إلى مصر الشقيقة صارت بالملايين، وبالتالي نقول للقيادة التفتوا إلى معاش الناس ومعاناتهم وما يُقاسونه”.
وقال غندور للجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والدعم السريع والحركات المسلحة، إنّ البندقية يجب أن تُوجّه لأعداء السودان وليس أبنائه. وشدّد على أنّ المساس بالجيش هو مساسٌ بالوطن.
ووجّه غندور، رسالة لأنصار حزبه، وقال لهم لا تلتفتوا للأصوات التي تُروِّج للخلافات داخل المؤتمر الوطني، وأكد أنها أصبحت أموراً من الماضي، والآن هم جميعاً في خندق واحد مستعدون للموت والنصر فيه، وأضاف: “نحن في مُفترق طرق، هناك فئتان لا غير، هنالك فئة تتعامل مع الخارج عَمَالة وعن أصَالَة، وهنالك فئة وطنية تُحاول أن تُحافظ على بلادنا، نحن ندعو كل أصحاب الفئة الثانية ونقول لهم تعالوا إلى كلمة سواء؛ أن لا نعبد إلا الله في بلادنا وأن نحافظ عليها. ومن هنا، ندعوهم إلى تجمع وطني عريض يحافظ على البلاد وهويتها وأهلها.. أما الفئة الأخرى فنقول لهم، إن عشتم في هذه البلاد فإنها تتقبّلنا جميعاً حتى بعَمَالتكم، وإن أردتم غير ذلك فنحن لها بإذن الله تعالى”.