سوداني نت:
* بينما انا اتجول في شوارع الخرطوم واجول بخاطري في بنايات الاحياء الراقية والمترفة بالثراء اصابتني الدهشة في تطوير وتجديد المباني والالوان ، ويحيطها أكوام من الاوساخ والأشجار اليابسة وهي تسقط اوراقها استعدادا للشتاء وجفافه ، شاحبة وحزينة علي حالها وتقف كانها تستجدي من حولها للماء والسقية ، وتحاصرها الاوساخ ، والمدينة الصاخبة تستثمر في الأرواح ، وتبقي جدباء وقاحلة دون جمال ، تستفيق علي ضجيج السيارات وموسيقي الركشات وأصوات المارة وهي تحلم بنظافة الشوارع واخضرار الامكنة والزهور الرائعة تعطر انوف ساكنيها وروادها الاحباب.
* ويظل حلم يراودنا ويراود الزائرين للسودان اول مرة ، دعونا نستثمر في الجمال نطلق المسابقات لاجمل الشوارع واجمل المدن واجمل المشروعات اخضرارا وازدهارا وجمالا ليس في الإطار الحكومي المسيس ولكن في العمل الطوعي الانساني والوطني دون تحزب( اوعك تقطع صفقة شجرة عشان ما يجينا جفاف وتصحر)
* لعلها اهازيج ترنمنا بها منذ الصغر وتجزرت لدينا قيمة انسانية متوارثة ، لكنها اندثرت الان بسبب الأحوال الاقتصادية المتردية والتفكير المسيس المسيطر علي العقلية السودانية ، فأصبح الجفاف يكتنف الامكنة والازمنة والنفوس، فلا بوادر لجمعيات الزهور ، ومنظمات الزحف الاخضر، ولا شباب لنظافة الحي والشارع ، ولا مشروعات لشركات تنظيم الحدائق، ولا حدائق تدهشك بالعابها واطفالها وضحكاتها البريئة، نفتقد الجمال والحيوية من حولنا وكل ما نراه سلبي ويبعث الاحباط ، وكل ما حولنا يجعلنا نرحل الي دول المهجر دون تردد ، وبلادنا مليئة بالابداع والمبدعين في مجال الفن التشكيلي والديكور والبحوث الزراعية والمزهرية والانواع النادرة من الورود الطبيعية التي يمكن أن تجعلنا مصدرين لها وللجمال بكل العالم
* دعونا نؤسس لوزارة جديدة نسميها وزارة الجمال والطبيعة مهامها تكمن في النظافة وهندسة الجمال في قوالب الزهور والورود والأشجار والحدائق الغناء ، ليغني بها كل من له نفس جميلة، وليرسم بها عشاق الابداع لوحة السودان الاخضر دون سياسة وايدلوجية، وترجع الطيور المهاجرة الي حضن وطنها الأمن ، ليكون السودان مقبل السياح والهواة والموسيقي ونعلن عن حضارة راقية وهندام جميل للبلد ونفتح افاق الاستثمار الجمالي ليهزج محمد عبد الباري وابتهال وروضة في ساحات الجمال، ويتحفنا ابوبكر الشيخ بالدراما وقلواك بالمسرح وعقد الجلاد بالغناء وترسم لنا ايثار لوحة الحب الابدي للوطن ، ويحاورنا عماد البشري عن الفرح القادم بصوت الحلنقي وفيروز السودان نانسي عجاج ، ونعلن عن اول مهرجان للجمال والطبيعة والحب .