سوداني نت:
هاتفي احد الأصدقاء لمناقشة سلسلة مقالاتي آفات الاستقرار في السودان إذ أن له رأيا مطابقا تماما لما نراه من العرقلة الأمريكية لجهود الحكومات السودانية للاستقرار السياسي و التنموي فتتبع الأخ تلك العراقيل منذ حكومة نميري مرورا بحكومات الديمقراطية الثالثة و حكومات الإنقاذ المختلفة ثم حكومات الفترة الانتقالية …
و ظلت السياسة الأمريكية تجاه السودان ثابتة في كل حالاته السياسية لا تتغير بتغير الحكومات و لا الأنظمة و كانت ترفع العصا اكثر من رفع الجزرة و تستخدم الضغط اكثر مما تستخدم اللين و تخلق الأزمات لتكسب التفاوض و لا تستحي أبداً من ازدواجية المعايير التي تنتهجها في اللعبة السياسية مع السودانيين …
امريكا هي التي دعمت تمرد جنوب السودان منذ بداياته بعيد الاستقلال وهي صانعة اتفاقية السلام الشامل بقنابلها الموقوتة ( بروتوكولات ابيي و جنوب كردفان و جبال النوبة و النيل الأزرق ) وهي مهندسة فصل الجنوب و حرب دارفور وهي من استقطب و درب أربعة طويلة وهي ايضا من مول النشطاء السياسيين المعارضين لكل الحكومات وهي ايضا كذلك صاحبة الإنفاق على الاحتجاجات الشعبية و اعتصامات القيادة العامة و ما صاحبها من احداث و دماء و هي الحاضنة الدولية للتغيير الجذري في السودان و داعمة المهزومين من السياسيين و الشواز من النشطاء و صاحبة المشروع المتناقض للاستقرار السوداني إذ انها لا تعترف بالأغلبية الشعبية و لا تعترف بالديانة السائدة و لا تعترف بالمجتمع المحافظ بل هي تريد سيادة النقيض و غلبة البغيض و تغليب الأقلية في مخالفة واضحة للفطرة و الناموس الكوني …
و من يفعل ذلك فحتما و بالتأكيد يريد تدمير الدولة و سحق المجتمع ليسهل له بعد ذلك تشكيل البلاد بما يراه مناسبا فيصنع مجتمعا بمواصفاته هو نفسه و يصنع دولة بتدبيره هو وحده ثم يدير كل ذلك وفق ما يراه في مصلحته هو ذاته …
لذلك نرى ان امريكا تعجلت سفيرها لينخرط في تفنيذ اجندتها الأنانية وفور وصوله دعا جماعةً دون جماعة و أحزابا دون احزاب ٍ و حركات مسلحة دون أخرى و احتضن المرفوض دون المحمود و أدنى منه القليل دون الكثير و استعان بالطالح دون الصالح و بالمنبوذ دون المأخوذ …
و لكن القائد اركو مناوي وجه صفعة ً كبرى لبداية السفير الأمريكي الخاطئة ثم اعقب تلك المناضل مبارك اردول بمقاله المؤدب ( البدايات السليمة تودي لنتائج سليمة دوما ) و كأنه اراد ان يقول للحلف الأمريكي ( sorry فقد بدأت خطاً ) و ستتوالى الصفعات على المشروع الأمريكي الخبيث في السودان حتى من وجدي صالح نفسه و من ياسر عرمان ذاته ان شاء الله …
ان اراد الأمريكان علاقات عادلة مع الشعب السوداني فستكون محل قبول و احترام و ان استمروا في غيهم فحتما سيجدون كف مناوي مع كفوف الجد و سيجدون تكامل اردول مع قيادة و قاعدة الإسلاميين و حتما و أكيد سيصنع التحدي معجزات اكبر في جمع النقائض و توليف البغائض و لا بغضاء أبداً بين السودانيين و ستخسر امريكا حتى الذين خسرت عليهم و ليحذر الأمريكان إفاقة و توبة العميل و ( خيركم في الجاهلية خيركم في الاسلام ) …