- سوداني نت
لا اشك مطلقا في ان ضعف التنمية والانهيار والتردي الذي نعايشه في شتي مناحي الحياة سببه ضعف ثقافة الاحصاء وعدم الاكتراث لتحديث الارقام وتوفير المعلومة المبنية علي الجديد والمستندة علي البحث والتقصي.
لا تكاد تجد ما تبني عليه اية دراسة للتطوير او يعينك علي ادارة الحياة و(ماسساتها ) في ظل غياب المعلومة الناتج عن عدم ادراكنا لاهمية الاحصاء و غياب تحديث الارقام وكسلنا الدائم في اخضاع البيانات للفحص والتدقيق والتجديد والمتابعة المستمرة.
الارقام عندنا تكذب دائما ولا تتجمل، حتي تلكم الذي درسناها في مراحل التعليم حول ثروات البلاد المختلفة لا تعدو كونها (متحفية) و( محنطة) لم تدخل عليها يد التعديل منذ وضع المناهج وحتي الان، مثلا اعداد ثروتنا الحيوانية، واسهام الصمغ العربي والقطن (الذهب الابيض) في اقتصادنا الوطني والمساحات المزروعة في المشروعات القومية و علي مستوي القطاعين المطري والمروي .
قبل ايام كانت (قناة العربية) تسالني عن نسبة الاثار السودانية المنهوبة قياسا بالموجودة في السودان، كانت معدة البرنامج تصر علي انها اكثر من الموجودة بالداخل نفيت لها الامر جملة وتفصيلا، لكني لم اجد للاسف اي دراسة تعينني علي تقديم الاجابة بالارقام في عالم لا يعترف بالانشاء والكلام المكرور ويعتمد فقط علي الارقام والنسب والمعلومة الموثقة في مراصد البحث والتقصي المستمر، حتي اسهام السياحة في الدخل القومي وجدت ارقاما متباينة علي لسان اكثر من مصدر اوفلنقل مسؤول ، وعلي ذلك قس.
واحدة من اكبر ازمات البلاد ان المسؤول يحاول ان (يكبر كومو) بايراد ارقام كبيرة ربما تنفعه في البقاء علي الكرسي عام او اثنين لكن انعكاس تداول هذه الاحصاءات المضروبة يرتب ضررا بالغا علي البلد لانه يحدث ومضاعفات خطيرة في تقدير الموقف ويؤسس لحالة خداع ظلت للاسف مستمرة مع عدم وجود جهات تصحح المعلومة المغلوطة وتوفر الصحيحة.
مازلنا عاجزين عن حساب اسهام الذهب في الخزينة العامة رغم حساسية المعدن ووقوفه منفردا في قائمة الصادرات المنوط بها اخراج اقتصادنا منن غرفة الانعاش هنالك تضارب كبير في ارقام الانتاج، نتذكر بكثير من التندر الحديث عن صفقة استرالية لوديعة نقدية قيمتها 11 مليار دولار ، وعلي حديث وزير سابق تحدث في احدي السنوات عن اسهام الصمغ العربي بثلاثة مليارات دولار خلال ثلاث اشهر،
ما زلنا نعيش كذلك علي دوي الكذبة القائلة بان شركة روسية قدمت (5) مليارات دولار كضمان لانتاج الذهب، في عز ازمتنا ما زلنا نبحث عن النسبة التي يغطيها انتاجنا من البنزين حتي نعرف حجم الفجوة تحديدا.
الاسبوع المنصرم لبيت دعوة من الدكتور كرم الله علي عبدالرحمن مدير الجهاز المركزي للاحصاء اسعدتني جدا لانها ايقظت احساسنا بالارقام وجعلتنا نطمئن علي وجود حارس وطني امين علي بوابة المعلومات هو الجهاز المركزي للاحصاء.
الدكتور كرم الله قدم عرضا ممتازا لخطة الجهاز مصحوبة بالكتاب الاحصائي السنوي للعام 2016 تضمن ما ظللنا ننادي به من قياسات واحصاءات تفتح بين بلادنا والتطور المامول بعلمية وقياس وتدقيق..
عالم اليوم تحرسه المعلومة وتبنيه الارقام وتؤسس لنهضته الاحصاءات القائمة علي الصدق والوضوح ، والتشخيص الدقيق للموجود والمطلوب.. شكرا دكتور كرم الله واركان سلمه في الجهاز المركزي للاحصاء فالمعلومة اساس التنمية، احرسوا الارقام حتي لا يكذبون علينا.