شيء يحدث.. شيء يحدث!!

.. الحديث كان يصعد ويهبط عن السودان ــ والسعودية ــ والسوداني والعالم.. وعن دعوة البشير لفريق الهلال أمس الأول.
.. والسيد عبد الله السماني مدير نادي الهلال ــ الستينات ــ يقول لمدير المريخ ــ شاخور
: فريق سانتوس البرازيلي يلعب الآن في الكويت.. وسوف يلعب الأسبوع القادم في الخرطوم.. أنا اتجه لدعوته.
.. والسيد شاخور يقول ساخراً
: نعم ــ فإن حسابكم في البنك هو مائة وعشرون جنيهاً!!
.. والسماني في اليوم التالي كان يدخل على الملك فيصل في حديقة منزله وسهولة وصول الرجل للملك كانت تعني شيئاً.
.. واستقبال الملك فيصل لمواطن سوداني في حديقة بيته برأس مكشوف كان إشارة خاصة.
.. وعبد الله السماني ــ وبذكاء جيد يفض الغلاف عن شيء يحمله.
.. كان صورة للملك فيصل وهو يتلقى رئاسة نادي الهلال عام 1967 في حفل تكريم.
.. والملك المرح البسيط يقول لضيفه ضاحكاً
: والآن.. ما هو المطلوب من رئيس نادي الهلال فيصل أن يفعل؟ قال السماني
: فريق سانتوس البرازيلي يلعب الآن في الكويت ونريد دعوته للسودان.
.. السيد السماني كان يتوقع شيكاً.. لكن
.. الملك فيصل يدعو ابنه في الحال.
.. والأمير يستمع للأمر الملكي
: طائرة الملك فيصل الخاصة تتجه إلى الكويت لحمل فريق سانتوس إلى الخرطوم فوراً.
.. قبلها الملك فيصل يتصل بأمير الكويت يحدثه عن الأمر.
.. وفي الحديث أمير الكويت يلوم الملك فيصل برقة ويشير إلى أنه هو من يخصص طائرته ومن يخصص تكاليف الأمر كله ويرسل الفريق إلى الخرطوم.. إكراماً للملك فيصل وللسودان.
.. وسانتوس يهبط الخرطوم بطائرة ملكية.
.. كانت هذه هي صلة السعودية والخليج بالسودان.
«2»
.. والتمرد والمخابرات التي تقود التمرد تجعل المواطنين في بعض مناطق الغرب يهتاجون بعنف لزيارة أي شيخ من الشمال لمناطق النوبة.
.. والصلة تنقطع لسنوات.
.. والأسبوع الأسبق ــ إمرأة من جبال النوبة اسمها عوضية سمك تطير من الموردة أم درمان إلى هناك وتتوكأ على عصا وهي تدخل المنطقة ترتدي زياً إسلامياً.
.. وشيوخ معها..
.. والمرأة ــ التي كانت تبيع السمك في الموردة ــ تقوم بختان ألف وأربعمائة طفل وصبي في ضواحي الدلنج.
.. وكلمة «صبي» تصبح دقيقة لأن بعضهم هناك كان في العشرين.. دون أن يجد من يقوم بختانه أو تعليمه.
.. والناس يستقبلون أطباء من الجزيرة يصحبون المرأة.
.. ويستقبلون الشيوخ ويقبلون أيديهم.. وأيدي عوضية التي تتجه العام هذا للقيام برحلة الحج العشرين.
.. وكأنهم يشيرون إلى من قام بصناعة الخراب.. الناس هناك يحدثون عن المواطنين هناك الذين احتشدوا يبكون بعنف خلف الوالي مجذوب يوسف بابكر الذي كان والياً هناك قبل سنوات يبكون حين ينقل الوالي من هناك.
.. والسوداني هو عوضية سمك.
.. والسودانيون هم أهالي الدلنج ومن يشبههم.. والسوداني هو مجذوب يوسف بابكر أحد أعضاء مكتب الإخوان المسلمين.
.. والسودان والعالم هم عبد الله السماني والملك فيصل.. وأمير الكويت.
.. لكن.!
«3»
.. مجموعة الجبهة الثورية التي تعمل الآن في السعودية تنشط الأسبوع الماضي في تحويل مبالغ ضخمة للخرطوم.
.. والمبالغ تخصص لقيام ندوات أحزاب معينة ثم إطلاق المظاهرات ثم التخريب بعد الندوات.
«4»
.. لكن الخطر الأعظم لا ينطلق من هناك..
.. الخطر القادم يوجزه الناس في كلمتين أمس وهم يقرأون الأخبار.. أخبار عن إقالة الوالي النقي الضخم الزبير بشير.
.. قالوا
: في أسبوع.. إقالة رئيس الدستورية النقي الضخم.
.. ثم إقالة الزبير بشير النقي الضخم.
.. ثم إقالة من؟؟
.. ولماذا؟؟
.. وشيء يحدث.. شيء يحدث.
.. والله يستر.
٭ بريد
أستاذ
.. ذكرت أن مولانا عبد الله أحمد عبد الله رئيس الدستورية الذي قدم استقالته كان يقوم بحصر ممتلكات الدولة دون رقيب.
.. لعلك تنسى أنه قام كذلك بحصر ممتلكات الأجانب في السودان وممتلكات مهجورة لا صاحب لها.. وقيمتها يومئذ مليارات.
.. والرجل يسلمها ويعود إلى أهله ــ كما تقول ــ بالغبار على ملابسه.
«أمين»