إلا وكان النفط ثالثـــهما
ابتداء من العام «2011».. الحرب تتبدل.. والموت أيضاً
< الميت الآن في الحرب الحديثة هو شخص يعرف أنه قد مات
< والأسلحة الآن.. والجيوش.. كلها تذهب إلى المتحف يتفرج عليها أطفال المدارس مع المعلمات.. والحرب الآن هي دمار يقوم به شخص واحد أنيق يجلس في مكتبه في موسكو ويدمِّر الصين بكاملها.
< والقاموس الذي يقود العالم الآن هو القاموس الذي يقدم معاني الكلمات هذه.. وهو القاموس الذي من لا يعرفه يموت.
< ومخيف ومدهش أن السودان هو أحد المرشحين الأوائل للموت إن هو لم يعرف القاموس هذا.
< والعالم ابتداء من عام «2011» تتبدل خريطة القوة فيه.. وخمسة عشر أنبوب بترول وغاز هي ما يرسم خريطة القوى الجديدة التي أصبحت تدير العالم.. وتجعل موظفاً في روسيا يقتل الصين أو يقتل أوربا بالضغط على زر صغير وهو يرشف القهوة.
< زر إيقاف ضخ الغاز والنفط.. والأمر يبدأ من العام السابق.
< وجبال وسهول تركمانستان يعبرها خط نفطي إلى الهند.. والخط يتجنب إيران عن عمد.
< وأنبوب يمتد من ألاسكا إلى كندا.
< وانبوب من اليونان إلى ايطاليا.
< واذربيجان واوستينيا.
< وحرب 2008 الروسية الاذربيجانية تجعل روسيا تنظر بحذر إلى خطوطها عبر الشيشان.
< وأنبوب ضخم من روسيا إلى الصين هو الآن شيء يجعل السيد «ماو» يتقلب في قبره وهو يرى روسيا تجعل حلقوم الصين لا يتنفس إلا بعد الحصول على إذن رسمي من السيد بوتين.
< وروسيا الآن تحتل العالم.. وهي بعد أن جعلت الصين تتنفس عبر موسكو تمد خطاً إلى النمسا والخط هذا يلتهم أوربا الشرقية ودول أوربا الشرقية تأكل من دقيق الساحرة الذي يصيب من يأكله بالكساح فلا يهرب بعدها من أظافر الساحرة.. أوربا تصبح في قبضة روسيا
< وروسيا تعيد تأديب ألمانيا بخط أنبوب يمتد إلى هناك الآن.. يصل قبل شهور.
< وآسيا الوسطى التي تنظر بخوف هالع إلى الدب الروسي الذي يستيقظ من جديد تقاتل بالسلاح ذاته.
< وتركمانستان واذربيجان كلاهما يمد خطاً يتجنب روسيا وهو يحفر تحت أقدام المخطط الروسي.
< ومثلها خط بين جورجيا ورومانيا..
< وآخر بين تركيا والنمسا..
< والصين تخرج أنفها من تحت إبط روسيا للتنفس عبر كازاخستان وتمد خطاً إلى هناك.
< وإيران تروغ من قبضة أمريكا عبر تركيا وتمد خطاً إلى هناك.
< وتركيا وإيران .. وكلاهما يعجز عن عبور البوابة الأوربية لسنوات.. يتجه كل منهما الآن لضرب باب أوربا بأنبوب النفط.. كع.. كع..!!
< وكلاهما يعصر ركبة أوربا المتورمة تحت القبضة الروسية.
< وإيران ترسل الضربة الأقوى وهي تنحدر إلى أكثر مناطق العالم كثافة.
< إيران ترسل أنبوباً إلى الهند والباكستان بكل ما هناك من ضخامة اقتصادية وسكانية.
< و… و…
< وليبيا… تفقد كل قطرة نفط وكل قطرة ماء في السنوات العشرين الماضية.
< والخليج يتجه إلى الطاقة الشمسية.
< وحرب البترول تعيد تقديم مستعمرين جدد إلى العالم.
< ليذهب الأمر إلى ما هو أكثر خطورة من النفط.. والعالم يفقد النفط.. ويستطيع الصبر قليلاً.. نعم
< لكن العالم يفقد «الماء ومصادر الطعام».. ولا مخلوق في الأرض يفقد الطعام ثم يصبر يوماً .. والجائع يحمل سلاحه والسودان من أكثر مناطق العالم غنى بمؤهلات إنتاج الطعام.
< ولا شيء في الأرض أكثر إغراء بالعدوان من جهة تملك الطعام ودون سلاح
< وجائع يملك السلاح.. ودون طعام
< قاموس جديد تكتبه أنابيب النفط.. وسنابل الطعام.. وأنهار المياه.
< والقاموس هذا من لا يعيد قراءته كل صباح لا يفهم خبراً من الأخبار ولا يتجنب خطراً من الأخطار.
وقاموس جديد يبدأ العمل